الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقي كلامه جارح فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أريد أسألكم سؤالا: أنا لدي صديق عزيز جدا، أعامله كأنه أخي، وهو شخص محترم جدا، ولكن لديه صفة سيئة ألا وهي الكلام الجارح، أعتقد أنه غير مدرك بأنه يجب عليه مراعاة مشاعر الآخرين عند التحدث إليهم، ولكنه لا يفعل ذلك، وأنا طوال الوقت أحاول أن أنبهه لهذا، ولكن لا فائدة!

الموضوع الذي جعلني أتواصل معكم هو: أنني كنت أجلس ليلة البارحة مع شخصين من أصدقائنا، وتم فتح موضوع عن العمل وتحمل المسؤولية، وأن وهذين الشخصين بدءا العمل في سن مبكرة بسبب الحالة المادية، وأنا لا أعمل، فأنا متفرغ للدراسة حاليا لأنني -وبفضل الله- من عائلة ميسورة -والحمد لله-لذا لست بحاجة للعمل، ولكني لا أنكر أهمية العمل، فأنا حاليا أدرس.

بدأ صديقي يقول لي: يجب أن تعمل لكي تتحمل المسؤولية، وبدأ يوبخني بأنني عالة على أبي وعائلتي، وأنني غير مفيد للمجتمع ولا قيمة لي لأنني لا أعمل، ثم بدأ هذان الشخصان باستكمال ما بدأه صديقي بأني شخص غير مسؤول، وآخذ المال من أبي وأنا في هذه السن، وأنا في حالة ذهول من هذا الكلام؛ لأنني لست كما يقولون والله يعلم أنني شخص مسؤول وناضج وغير مستهتر.

فسؤالي لحضراتكم: هل أنا مخطئ؟ فأريد أن أعرف لماذا قالوا هذا الكلام، وهل ذلك بدافع النصح أم الحقد والغيرة، أم ماذا؟ أرجو الإفادة، وآسف على الإطالة.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - ابننا وأخانا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يسعدك ويُصلح الأحوال، وأن يُوفقك للخير، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أنت أعلم بنفسك من زملائك، فلا تقف طويلاً عند كلامهم، واعلم أن مواصلة الدراسة من أكبر ما يدلُّ على الهمّة وعلى المسؤولية، ولا تحاول أن تبحث عن أسباب ما حصل خاصّة بعد قولك من أن صديقك لا يُراعي مشاعر الناس، ولا تتعجب من مجاراة الآخرين له، فهذا طبعٌ عند كثير من الناس.

وقد أحسنتَ بعدم إحراجهم كما أحرجوك، ومن حقك أن توضح لهم في مناسبة أخرى وجهة نظرك وطريقة تفكير أهلك، ورغبتكم جميعًا في إكمال مسيرة التعليم، واعلم أنه ليس عيبًا أن يأخذ الإنسان من والده اليوم لأنه سوف يرد الجميل غدًا، بل إن كل والد يكون سعيدًا بما يُنفقه على أولاده مهما كثر، وسوف يعرفون أن لكل إنسان ظروفه المختلفة والأوضاع الخاصة به.

والحياة - يا بني - مدرسة، وسوف يتعلم الجميع من مدرسة الحياة التي هي أخذ وعطاء.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم بأن وجود الإنسان مع رفقة لابد معه من الصبر والاحتمال، وإلَّا فلن يبقى لك أخٌ ولا صديق، والمؤمن الذي يُخالط ويصبر خيرٌ من الذي لا يُخالط ولا يصبر، وتعوّذ بالله من شيطانٍ يحاول أن يشوش عليك بأنهم كذا وكذا، ولست مطالبٌ بأن تشقّ صدورهم لتعرف قصدهم ونيَّتهم، وأمرهم إلى الله.

وفقك الله للخير وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً