الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق وتسارع النبض بسبب القلق.. فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عازب عمري 27 سنة، طولي 172 سم، ووزني 86 كلغ، منذ شهرين أنهيت اختباراتي الجامعية، قررت بعدها البقاء في المنزل كفترة راحة، وبقيت بالمنزل أياما وأياما، تعرضت بعدها للعديد من الأمور التي أثارت مخاوفي وقلقي بشكل شديد، لكن كانت تنتهي بعد ساعات أو أيام ويعود كل شيء طبيعيا.

بدأت مشكلتي منذ 40 يوما تقريبا عندما كنت أتناول الغداء وأثناء مشاهدة التلفاز أتاني إحساس بضيق النفس وتسارع نبض القلب وشعور كأن شيئا يسحب لساني للخلف، هذا الشعور كان مخيفا جدا بالنسبة لي، أتمنى تفسيره لأنه تكرر، ذهبت للمستشفى وأنا في قمة الخوف، تم إجراء بعض الفحوصات وتخطيط القلب، وتبين أنه ليس هناك مرض عضوي، وتم التشخيص على أنها حالة قلق، وتم وصف دواء برومازيبام 1.5 مغ عند الضرورة.

بقيت أسبوعا في حالة نفسية سيئة مترافقة مع غثيان وانعدام الشهية حتى للماء، وخسرت 5 كيلو جرام من وزني، ذهبت لطبيب آخر وأيضا شخص لي الحالة على أنها قلق، وأوقف دواء برومازيبام ووصف لي داماتيل 50 سوليبريد حبتين يوميا مع إندرال 20 لمدة أسبوع، ونصحني بتغيير روتين الحياة، فقمت بالالتحاق بعمل ونادي رياضي، وكذلك دروس دينية في المسجد، فتحسنت حالتي منذ ذلك الوقت.

لكن لا زال حتى الآن تأتيني نوبات من الأعراض في اليوم مرة أو مرتين، بالإضافة للدوخة وإحساس بتقلص في منطقة البلعوم تزعجني كثيرا حين تأتي، وقلة شهية للطعام، وعند تناول كمية متوسطة من الطعام تزداد الأعراض، كذلك تعود الأعراض عند سماع خبر مزعج أو حتى سماع صوت شجار بالشارع أو زمور سيارة إسعاف، أشعر بضيق في الصدر، لكن وبشكل عام الأعراض حتى عندما تظهر تكون أخف من السابق -ولله الحمد-، مع العلم أنه منذ أكثر من عامين عانيت من إمساك وتم تشخيصي على أنه قولون عصبي.

سؤالي: هل تشخيص الطبيب صحيح بالنسبة لقصتي وحالتي؟ وهل العلاج داماتيل كافي؟ هل يمكن أن أتخلص -بفضل الله- قريبا من هذه الأعراض وبشكل نهائي؟ خاصة وأنا على مقربة من بداية الدوام الجامعي، بماذا تنصحونني؟

جزاكم الله كل خير، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، تشخيص الطبيب صحيح، أنت تعاني من قلق وتوتر، وما حصل معك في الأول هي نوبة هلع، ونوبة الهلع قد تكون عرضًا من أعراض القلق والتوتر، وما بعدها من أعراض تعاني منها وتشعر بها وتحسّها هي أعراض قلق وتوتر -أخي الكريم-.

الدوجماتيل هو في الأساس من مضادات الذهان، ولكنه بجرعات صغيرة اكتُشف أنه يُعالج القلق، وبالذات يُعالج الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق والتي تكون في الجهاز الهضمي، ومن ضمنها الغثيان، والعلاج يكون كافيًا إذا تحسّنت منه وزالت الأعراض التي تعاني منها، وطبعًا هذا يختلف، طالما تحسّنت عليه وعلى الجرعة التي وصفها لك الطبيب فيُعتبر هذا كافيًا.

الأعراض في كثير من الأحيان (طبعًا) بالأدوية وبالعلاج النفسي تزول -بإذن الله- ومطلوب منك إضافة العلاج المكون النفسي، وبالذات علاجات الاسترخاء التي تؤدي إلى زوال أعراض القلق والتوتر، مثل الاسترخاء عن طريق العضلات، أو الاسترخاء عن طريق التنفس، وأيضًا الرياضة، برنامج رياضي يومي، كالمشي مثلاً لمدة نصف ساعة يوميًا، هذا مفيدًا جدًّا للصحة ومدعاة إلى الاسترخاء، وطبعًا أيضًا أن تكون لك هوايات متعددة، وتنظيم الوقت، بالذات أثناء العام الدراسي، بحيث أنه يكون عندك أوقات للراحة وللاسترخاء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً