الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر وأحتاج لتوجيه.. كيف أتغلب على ما أنا فيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحياتي لكم، وفقكم الله على جهودكم الطيبة.

مشكلتي السنة الماضية تعرضت لضغوط في آخر أسبوع في مناقشة الماجستير، وحدث لدي تقيؤ، وبعد التقيؤ ارتحت نوعا ما، واستمرت معي هذه الحالة إلى الآن (أي منذ سنة تقريبا)، وحاليا أنا طالب دكتوراه، وعند الذهاب للجامعة، وعند التفكير بالدراسة أو المشاكل تعاودني تلك الحالة وهي الرغبة في التقيؤ، وغالبا ما يحدث التقيؤ بشكل مزعج، لدرجة أنه أصبح يعيقني عن إكمال دراستي للدكتوراه، وفي حياتي بشكل عام، وخلال الإجازة الصيفية لم أشعرت بهذه الحالة إلا مرة واحد فقط عندما شعرت بالتوتر والقلق.

أنا أعي أن حالتي مرتبطة بحالتي النفسية والمعدة، ولكن لا أدري لماذا يحدث هذا التقيؤ المزعج؟!

فأنا أشعر بأني أعاني من القلق والتفكير الكثير في المستقبل، وفقدت المتعة في أغلب الأشياء التي كنت أستمتع بها، وأنام كثيرا، ولا أرغب في الاستيقاظ، وأشعر بخوف من شيء ما مجهول.

تقيمي لدرجة حالتي وإعاقتها لي في دراستي بنسبة 10/8، (ولكني أعاني بشدة وبشكل محرج جدا)، وتتكرر هذه الحالة من 2-3 مرات في الأسبوع أحيانا، وبدون سبب واضح.

ذهبت للطبيب الأسرة، وأعطاني مضادا للحموضة، ومضادا للغثيان، ولكن بدون فائدة، وتناولت دواء دوجماتيل 50 ملجم صباحا ومساء (بدون وصفة طبيب)، لمدة شهرة تقريبا، وفادني، وخفف الحالة، ولكن بعد شهر توقفت عنه ورجعت الحالة.

أحتاج إلى علاج فعال لمدة كافية، وأي توجيهات ونصائح وتدريبات كي أطبقها إن شاء الله.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم:
التقيؤ الذي حصل معك واضح أن منشأه نفسي؛ لأنه حصل عند مناقشة الماجستير، واستمراره إلى الآن في الجامعة؛ لأن هنا حصل ارتباط بين التقيؤ والجامعة عند مناقشة الماجستير، وهذا يسمى ارتباطا شرطياً عندنا في الطب النفسي، ذهابك إلى الجامعة يرجع إليك التقيؤ، وهو كما ذكرت نفسي محض وليس عضويا.

الدوجماتيل هو فعال كمضاد للقلق، وفعال بهذه الجرعة الصغيرة 50 مليجراما مرة أو مرتين أو حتى ثلاث مرات في اليوم لعلاج أعراض القلق والتوتر في الجهاز الهضمي، ومن ضمنها التقيؤ، فهو علاج فعال، ويجب الاستمرار عليه، ولكن تحتاج إلى علاج نفسي أيضاً مع الدوجماتيل، تحتاج إلى أن تمارس الرياضة مثلاً؛ الرياضة تؤدي إلى الاسترخاء، كرياضة المشي يومياً تؤدي إلى الاسترخاء وتساعد كثيراً، المحافظة على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن أيضاً تؤدي إلى السكينة والطمأنينة، أن يكون عندك هوايات تؤدي إلى الاسترخاء أيضاً.

وأن لا يكون كل تفكيرك في الدراسة فقط، واستمر في المداومة على الجامعة لتحضير الدكتوراه؛ لأن الإحجام يزيد من الأعراض، مواجهة الأعراض مع العلاج تدريجياً سوف تقلل من الأعراض وتؤدي إلى زوالها، وهنا أقصد الغثيان والتقيؤ.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً