الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على خوفي من الزواج وتبعاته؟

السؤال

السلام عليكم..

ما هو الحل مع شخص متخوف من الخطوبة والزواج بسبب وسواس كان يأتيه سابقا بالتلفظ بالكفر، وسمع أن هذا الشيء يفسخ عقد الزواج، ومتخوف من ألفاظ الطلاق، ومتخوف من هذه الأشياء، يأتيه بعد كتب العقد، وتصبح هذه الألفاظ تضغط عليه للتلفظ بها؟

وكيف إذا تلفظ بهذا الشيء بسبب الضغط عليه مع أنه كاره لهذه الأشياء؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فوسواس النطق بالطلاق من أكثر الوساوس التي تُشكّل ضغطًا ومشاكل نفسية، لأنها مرتبطة بالزواج والطلاق، ومرتبطة بشيء عَقَدي، والخوف من أن يقع الطلاق.

وعليه فإن أهم شيء هو العلاج من هذا الوسواس، وعادة هؤلاء الأشخاص لا ينطقون بلفظ الطلاق، ولكن يُعذبهم هذا الشيء عذابًا شديدًا حتى أحيانًا يعتقدون أنهم تلفظوا بلفظ الطلاق، ولكن في حالات كثيرة هم لا يتلفظون بكلمة الطلاق، ولكن الفكرة تتكرر عليهم وتستمر وتشكّل ضغطًا نفسيًّا هائلاً.

المهم هو علاج هذا الوسواس وعلاجه بالأدوية النفسية، هناك أدوية فعّالة جدًّا في علاج الوسواس القهري، مثل دواء الفافرين بجرعات من خمسين مليجراما إلى مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا، وتُؤخذ ليلاً، وتبدأ بالتدرُّج، وتستمر لعدة أشهر - ستة أشهر - ثم بعد ذلك تُسحب بالتدريج.

أو بعلاج الأنفرانيل الذي يبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا (حبة) ثلاث مرات في اليوم، ثم يتطور إلى مائة وخمسين مليجرامًا، وأيضًا يستمر لفترة ستة أشهر، ثم يُسحب بالتدريج.

وهناك العلاج السلوكي المعرفي أيضًا، وهو مهم مع العلاج الدوائي لعلاج الوسواس القهرين والجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي يعطي قوة في العلاج ويعطي نتائج أفضل - أخي الكريم - ويُساعد في تقليل جرعة الدواء، ويساعد أيضًا في عدم ظهور الأعراض بعد التوقف من الدواء.

فإذًا أهم شيء هو علاج هذه الوساوس - كما ذكرتُ - إمَّا بالأدوية أو بالعلاج النفسي، حتى لا تُحدث نوعًا من القلق الدائم والتوتر والخوف من وقوع الطلاق.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً