الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير الأدوية النفسية هل لها أعراض انسحابية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أتناول حبة سيروكسات 25، وحبة بيروثيادين 75 يوميا، أشعر براحة، ولكني غير مستقر نفسيا، أعاني قلقا وتبددا ورهاب سفر، ولكني متعايش بصورة نسبية، ذهبت لطبيب آخر فدلني على الآتي: الإفكسور والآربيبريكس، والتوقف عن السيروكسات والبيروثيادين، وأنا أخشى الأعراض الانسحابية، فأخبرني أني لن أشعر بأعراض انسحابية، فبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وأن تخرج من هذه الحالة وتستقر نفسيًّا -أخي الكريم-.

بخصوص الأدوية: طبعًا الأدوية النفسية كثيرة، وبالذات مضادات الاكتئاب والمهدئات، ومعظم الأطباء كلٌّ يستعمل على حسب خبرته وعلى حسب حالة المريض، ويتفاوت المرضى في الاستجابة لأدوية بعينها، وتدريب الطبيب - كما قلت - وثقافته وتجربته في الحياة دائمًا يجعله يميلُ إلى أدوية مُعينة.

من ناحية طبية: الـ (سيروكسات) هو من فصيلة الـ SSRIS، والـ (بيروثيادين) هو من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، أمَّا الـ (افكسور) فهو مضاد للاكتئاب من فصيلة الـ SNRIS، والـ (آربيبريكس/إرببرازول) هو مضاد للذهان في المقام الأول، ولكن بجرعات صغيرة قد يفيد في اضطراب الوسواس القهري.

أنا لا أحب أن أتدخل في عمل الأطباء الآخرين، وطبعًا - كما ذكرتُ - كلٌ يكتب ويصف الدواء حسب خبرته وتفضيله لبعض الأدوية على غيرها، وطالما لم تحصل أعراض انسحابية فالإفيكسور قد يكون أنسب دواء لك، لأنه فعّال جدًّا في حالة القلق ورهاب السفر.

عندي تحفّظ على الـ (آربيبريكس) شخصيًا - أخي الكريم - لأنك لم تذكر هنا أعراض وسواس قهري أو اكتئاب نفسي، وهذه هي الحالات التي يُستعمل فيها الـ (آربيبريكس) فقط.

الشيء المهم هو أني دائمًا - ودائمًا أذكره - أن العلاج الدوائي لوحده لمعظم المشاكل النفسية - من قلق وتوتر واكتئاب ورهاب ووسواس - غير كاف، لا بد من العلاج النفسي مع العلاج الدوائي، وهنا تتم الفائدة، ويحتاج الشخص إلى جرعات دوائية أقلّ، ولا تظهر الأعراض عندما يتم التوقف من الدواء.

فإذًا نصيحتي لك: استمر على الإفيكسور لوحده، وحاول أن يكون هناك علاجا نفسيا مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً