الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد زواجا يخلو من المحرمات وأهلي يريدون الدبكة في زواجي!

السؤال

السلام عليكم

انا فتاة أردت الزواج بطريقة شرعية لكن أهلي يريدون الدبكة وما شابه ذلك، وأنا أريد زواجا يخلو من المحرمات، فماذا أفعل لإرضائهم؟

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

شكر الله لك حرصك على رضا ربك وابتعادك عن الأمور المحرمة، وسيأجرك الله سبحانه عن هذه النية الطيبة.

الزواج نعمة من نعم الله سبحانه وآية من آياته كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، والأصل أن النعم تواجه بالشكر لا بارتكاب المعاصي كما يحدث في كثير من الأفراح.

من الأمور المؤسفة تساهل الناس في بعض القضايا، وأخذهم بالأقوال المرجوحة التي يستند إليها بعض من ينتسبون للعلم كما في مسألة الأغاني والاختلاط في الأعراس، ومصافحة الرجال للنساء، وما شاكل ذلك من المسائل.

الذي يتوجب عليك محاورة أهلك بالتي هي أحسن، ومحاولة إقناعهم باستبدال الدبكة بالأناشيد، ولعل والديك يقتنعان بذلك، فإن لم يقتنعا؛ فتكونين قد أعذرت إلى ربك؛ لأنه ليس من المعقول أن تتسببي في إلغاء العرس بسبب إصرارهم؛ فمفسدة إلغاء العرس أعظم من مفسدة الدبكة، وقد تقرر في الشريعة الإسلامية أن من الواجب دفع أعظم المفسدتين بارتكاب أدناهما.

إذا أصر أهلك على ذلك؛ فالإثم عليهم، وأنت تكونين قد خرجت من ذلك بإقامة الحجة عليهم، ولكن إن استطعتم أن تخلطوا بين الأناشيد والدبكة يعني ساعة وساعة؛ فذلك جيد من باب تقليل المفسدة.

لعل المخالفات الشرعية في الدبكة ما يصاحبها من استعمال لآلات اللهو والطرب، وقد يصاحب ذلك رقص الرجال مع النساء، وأما الكلمات فلا يحكم عليها بحكم واحد؛ فقد تكون لا شيء فيها، وقد تكون محرمة.

عليك بالرفق أثناء محاورة أهلك، وكذلك على زوجك أن يشاركك في هذا الأمر، فقد يكون له دور في إقناع أهله وأهلك؛ فالرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً