الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة التنفس والشعور بالضيق.. هل هي أعراض نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة طموحة جداً ومحبة للعمل والحياة، منذ حوالي 6 سنوات أصبت بالوسواس من الموت، وأنا في مراهقتي، وكانت حالتي صعبة، ولجأت إلى الرقية الشرعية، و-الحمد لله- تحسنت، لكن نوبات الهلع استمرت معي إلى الآن، ومنذ ذلك الحين وأنا أشعر بأعراض مختلفة، وكلما قمت بعمل تحاليل أو أشعة تظهر النتيجة سليمة -ولله الحمد-، وأنا شخصية إيجابية، وأعلم أنها أعراض نفسية، لكن حالياً أشعر بصعوبة في التنفس جداً.

ذهبت للمستشفى، وعملت تخطيط القلب وتحاليل، وكلها سليمة، لكن تبين أن عندي تضخم في غضاريف الأنف، وهي سبب الألم، ووصفوا لي العلاج المناسب، وأعطوني حبوبا تقلل من تضخم الغضاريف، واستفدت منها في أول يومين ثم لم تفدني.

أنا منزعجة جداً وأشعر أن أغلب الأعراض نفسية، لأني إذا انشغلت تختفي الضيقة ويصبح التنفس طبيعيا، لكني لو كنت بلا عمل أو رجعت للبيت ترجع الأعراض، علما أن الضيق يكون في أنفي وليس صدري، ولا أرتاح إلا عند التثاؤب أو أخذ النفس العميق بصعوبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم أعراضك - كما ذكرتِ - هي أعراض قلق وتوتر، إذ القلق والتوتر به أعراض نفسية وأعراض جسدية، ولتشخيص القلق فلا بد من مصاحبة الأعراض النفسية للأعراض الجسدية.

الأعراض الجسدية فقط لا يمكن تشخيص القلق بها، وطبعًا واضح أن عندك أعراض نفسية، ومن ضمنها الخوف من الموت ونوبات الهلع، هذه أعراض نفسية، ولك الحق في أن تقولي أنك دائمًا تحسين أن ما تعانين منه إنما هو نفسي، وطبعًا وجود قلق وتوتر لا يمنع وجود مرض عضوي آخر، مثلاً - كما قلتِ - مشكلة الأنف التي تمّ إصلاحها.

ويمكن دائمًا معرفة القلق في أنه حتى في وجود مرض عضوي فإن الشكوى منه تكون مضاعفة وليس مثل الشكوى العادية، فالشخص القلق دائمًا إحساسه بالألم الجسدي يكون مضاعفًا مقارنة بالشخص العادي.

فإذًا - أختي الكريمة - لا تذهبي لعمل تحاليل كثيرة لا طائل لها، لأن الأعراض البدنية والجسدية للقلق وللتوتر لا يمكن كشفها بالكشف العضوي، لأن منشأها نفسي.

وعلاجك يتمثل في علاج القلق والتوتر الذي قد يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًّا، أو الاثنين معًا، ومن الأدوية الفعّالة في علاج القلق - وبالذات القلق المصحوب بأعراض جسدية كثيرة - هو دواء يُسمَّى (دولكستين 30 مليجراما) يوميًا، يساعد كثيرًا في التخلص من القلق وبالذات الأعراض الجسدية للقلق، ومدته من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه بالتدرُّج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً