الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من المتحجبة أفضل أم من غير المتحجبة لكنها ملتزمة

السؤال

السلام عليكم
اختلفت أنا وبعض الإخوة في موضوع: هل ينعكس القلب على الطبع؟

بمعنى أن إحدى الفتيات تصلي فرضها وتحب الله، وتقوم بفرائضها من صوم وزكاة ...الخ، لكنها -هداها الله- لا ترتدي الحجاب، وتخرج وتضع كمية من الألوان والمزينات والمكياج ومتعطرة إلى الشارع!! وترتدي لباساً محتشماً نوعاً ما.

وحين أرد عليهم أن المحجبة قد تكون ملتزمة عن اقتناع، وقد لا تكون عن اقتناع؛ بل بضغط أهلها عليها، فهذا ينظر في أمرها على الاعتقاد الحسن. فحين أنها إذا كانت غير متحجبة فإني أعتبرها غير ملتزمة.

وهذا قادني لأن أوجه لهم مثالا، ولا أدري مدى انطباقه على الحالة، والذي يقول: إن رجلاً ذهب يشتري أرضاً.
فوجد أرضا بوراً، ووجد أرضا ثانية رملية وبها بئر، وثالثة أرضا صالحة بها بئر، ورابعة بها بئر وشجرها مثمر.

فكان الإجماع أنه سيشتري الأرض المثمرة، لكن كان هناك آراء أخرى متفقة أنه لماذا لا يشتري الأرض الصالحة ويزرعها بنفسه؟!

والمغزى: هل الزواج من الفتاة غير المتحجبة لكنها ملتزمة أفضل، أم المتحجبة طوعاً أو كرهاً أو اقتناعاً؟

أفيدونا. بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يحفظكم ويسدد خطاكم، وأن يشغلنا جميعاً بما يرضيه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا... وبعد،،،

فإن الإسلام دينٌ يهتم بالظاهر ويكِلُ السرائر إلى الله، وما أُمرنا أن ننقب عما في صدور الناس، ونتدخل في نياتهم ومقاصدهم، ولكن لابد أن نعرف أن الحجاب شريعة الله وليس للمؤمنين والمؤمنات أمام أحكام الشريعة إلا السمع والطاعة، قال تعالى: ((إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))[النور:51] ويقول سبحانه: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ))[الأحزاب:36].

وإذا وجد الإنسان فتاةً ملتزمة بالحجاب، فهي بلا شك أفضل من غيرها؛ لأن الإسلام انقياد وطاعة واستسلام لأوامر الله، والتزام بتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، وما أحوج الفتاة المؤدبة المصلية إلى حجاب تكمل به تلك الخيرات وتزيِّن به تلك الطاعات! وما أحوج الفتاة المحجبة إلى أخلاق فاضلة وسريرة حسنة وسيرة طيبة!.

ولا شك أن الأرض المثمرة الصالحة التربة أفضل من غيرها، ويستطيع صاحبها أن يُضاعف من إنتاجها، والمرأة المحجبة على خير، وبإمكان زوجها إكمال ذلك الخير، ولن يرتاح الإنسان مع امرأة تعرض جمالها للناس في الطرقات، ولن يكون التبرج أفضل من الستر والحشمة مهما كانت الدوافع والأسباب، وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً