الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من زيادة الوزن ومحاولاتي لإنزال الوزن باءت بالفشل، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم

أبلغ 25 عامًا، أعاني من زيادة في الوزن 25 كيلو عن الطبيعي، جربت كل الطرق الممكنة وفشلت، إرادتي ضعيفة جدا وعندي مشكلة أخرى أنني إذا قدمت في أي وظيفة أستطيع -بفضل الله- وأستخدم ذكائي لكي أتخطى مرحلة القبول، وأضطر للكذب أحيانا كثيرة، ولذلك أشعر بضيق شديد جدا، وبأن الوظيفة ليست حلال.

في أحد المرات رفض والدي إعطائي الأموال لكي أتقدم لوظيفة فصممت وذهبت وتم قبولي، لكنني استمررت بالشعور بتأنيب الضمير إلى أن تركت الوظيفة، وهذا الحال مستمر معي منذ 3 سنوات.

إذا تحملت الوظيفة أشعر بأن كذلك أموالها غير حلال، ولا أقوم بعمل أي شيء مفيد بالمال خوفا من عندم توفيق الله، والإحساس بالذنب مما فعلته لكي أحصل عليها فما الحل؟ مع العلم أن والدي شديد جدا في المعاملة، ولا يتقبل وجودي في المنزل فأضطر للبحث عن أي وظيفة وأعمل بها، وأحاول الكذب في المقابلة لكي يتم قبولي، وأنا شخصية محترمة وصريحة، وقد تعلمت الكثير ولكنني أحيانا أستخدم عقلي بشكل سييء سواء مع والدي، أو للحصول علي كورس أو وظيفة تتعارض معهم، ولكنها من ضمن أحلامي، وهم يرفضون المساعدة بالفلوس إلا بعد ذل شديد، وهذا ما يشعرني بالذنب والكره للوظيفة والحياة.

أعتذر عن الإطالة وأرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبًا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك ويُصلح الأحوال، ويُقدّر لك الخير ويُحقق لك الآمال.

أرجو أن تستمري في محاولات تخفيف الوزن، وشاوري الطبيبة المختصّة، واستمعي لتوجيهاتها، واستعيني بالله، واستخدمي الرياضات المناسبة للفتاة، وأكثري من الصلاة والطاعات، وتوجهي للموفّق مُجيبُ الدعوات.

أمَّا بالنسبة للوظيفة التي تحصلي عليها فننصحك بالمحافظة عليها، واحرصي على أن تتوبي من الكذب، وإذا كنت ذكية وقادرة على نيل الوظيفة فتجنبي الكذب، وإن حصل أي خطأ فليس الحل في ترك الوظيفة، ولكن الحل في التوبة إلى الله -عز وجل- سبحانه.

ولا شك أن العقل نعمة من الله، فاحرصي على استخدام نعم الله في الذي يُرضي الله، واشكريه سبحانه على توفيقه وسوف تنالي بشكرك المزيد.

ونحن أيضًا نشجعك على العمل لأنه ممَّا يُساعد في تخفيف الوزن، كما أنه مجلبة رزقه تعالى، وتتأكد أهمية العمل إذا كانت هي رغبة الوالدين، واهتمي بحجابك وسترك، وحافظي على وقارك وأدبك، وابحثي عن العمل الذي تجدي فيه العون على الخير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر دعوتنا لك بترك الكذب والتوبة من كل الأخطاء، ونبشرك بأن ربنا تواب، وأن التوبة تَجُبُّ وتمحو ما قبلها، فعجّلي بالرجوع إلى الله، وحولي شعورك بالذنب إلى مسلك إيجابي وإلى توبة نصوح، وأكثري من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يُذهبنَ السيئات، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً