الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كفرت بما خطر على بالي من وساوس؟

السؤال

السلام عليكم.

عانيت من الوساوس في بداية طفولتي، ثم اختفت تقريبا، والآن رجعت لي حالة الوساوس في عطلة العمل، بداية الأمر تذكرت وساوس شرك قديمة، وبكيت؛ فربما لن يسامحني الله، ثم أقنعت نفسي ونسيت المشكلة.

بالأمس كنت أتحدث مع أمي عن موضوع التعلم قبل الزواج، فقلت: المرأة من اللازم أن تدرس وتتعلم ولا تبقى عاطلة مثل بعض الأعراب، وخطر في بالي -أستغفر الله العظيم- الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم فكرت أني كفرت بسبب هذه الخاطرة، وكنت حزينة.

أريد أن يكون الله راضيا عني، فكيف وأنا أفعل أشياء تغضبه؟ وهل أنا كافرة؟

ساعدوني، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

الوساوس كثيرًا ما تأتي للطيبين والصالحين من الناس وأصحاب الوجدان الحساس، والوساوس ذات المحتوى الديني مؤلمة للنفس المؤمنة -كما حدث في حالتك-، وأنا أؤكد لك أن علماءنا -جزاهم الله خيرًا- قد أفتوا بأن صاحب الوساوس من أصحاب الأعذار، وهذه الأعراض وهذه الأفكار أتت لخير القرون، أتتْ لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم-، وقد اشتكى أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه قائلين له: (لزوال السموات والأرض خير لأحدنا من أن نتحدث بما يأتينا في نفوسنا) أو كما قالوا -رضي الله عنهم-، وكانوا يقصدون الوسواس، وطمأنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن هذا من صريح وصميم الإيمان، ووجّههم إلى أن يستغفروا، وينتهوا، بأن يُحقّروا هذه الأفكار، ولا يُعطوها اعتبارًا أبدًا.

فأبشري -أيتها الفاضلة الكريمة- هذه مجرّد وسوسة، و-إن شاء الله تعالى- إيمانك محفوظ، وأنت مسلمة طاهرة نقيّة، وأرجو أن تُعالجي هذا الوسواس، بأن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، والآن توجد أدوية فعّالة جدًّا لعلاج هذه الوساوس، وهي أدوية بسيطة، لا تُسبِّبُ الإدمان، ولا تُؤثِّرُ على الهرمونات النسوية، وأنت تحتاجين لدواء واحد وليس أكثر من ذلك، وفي ذات الوقت أريد منك أن الجهد في أن تُحقّري هذا الوسواس، لا تحاوريه، لا تناقشيه أبدًا، واصرفي انتباهك عنه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً