الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بقلق وخوف دائمين بحدوث شيء سيء، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أعاني منذ مدة من الاكتئاب، وسبق أن عولجت من هذا المرض اللعين في مستشفى للأمراض النفسية، لدي كل العوامل التي تجعلني أشعر بالأكتئاب: الغربة، وتكسير الأحلام، فقدان الوالد، مرض الوالدة، زواج فاشل.

جربت الكثير من مضادات الاكتئاب وأذكر أن الوحيد الذي أثر بحياتي النفسية بطريقة إيجابية عقار فينلافاكسين، لكنني أحمد الله أنني استطعت ترك هذا الدواء.

أعراضه الانسحابية كانت ستقودني للهلاك، تركت الدواء لأنني منذ ست سنوات شعرت بأن الدواء لم يعد يعطي مفعولا، ووزني زاد كثيراً، فقررت تركه بالتدريج ونجحت.

مرت شهور وسنين وكنت على يقين أن أعراض الاكتئاب عادي لي، فكنت أشعر بعدم الرغبة بأي شيء أقوم به، خمول، أكره الناس، والتجمعات، قلق مستمر، خوف مستمر، الانعزال، ضيق تنفس، لا طعم للحياة، وكثيراً ما كنت أقول ان الحياة لا معنى لها، قررت أن أعود لمضادات الاكتئاب، فجربت سيرترالين فكانت أعراضه أسوأ من حالتي، وكنت دائماً طريحة الفراش ولم أشعر بالنشاط فتركته.

جربت أسيتالوبرام وارتحت عليه نوعاً ما، ولكنه زاد وزني بطريقة ملحوظة فتركته، بعد ذلك تناولت سيتالوبرام نوعاً ما ارتحت عليه، فهو يشابه أسيتالوبرام من ناحية الاستقرار النفسي نوعاً ما، وتجميد المشاعر، حيث أنني لا أستطيع البكاء أبداً، فلاحظت أنه ايضا زاد وزني فقررت تركه بالتدريج، استمريت بالتقليل منه لمدة شهر، واعتقدت أنني سأنجح ولكني لم أستطع، فسرعان ما عادت لي الأعراض الانسحابية، وأصبحت أرى الحياة سوداء اللون ودائمة البكاء.

قررت أن أعود إلى سيتالوبرام وأمتنع عن الطعام الذي كنت آكله قبل القيام بحمية غذائية، الآن آخذ الدواء ليلاً لأنني كنت آخذه صباحاً، ففي الساعات الأولى كنت أشعر بدوار ونعاس وخمول، وبعد ذلك بالقليل من النشاط، أما الآن آخذه قبل النوم، وفي الصباح أكون نوعاً ما نشيطة.

سؤالي: هل دواء سيتالوبرام مناسب لحالتي، هل أستمر عليه، هل يوجد دواء آخر يشعرني بالنشاط أكثر أو يقلل الخوف والقلق بأن شيئا ما سيحدث لعائلتي؟ لأن سيتالوبرام لا يمدني بالقدر الكافي من الشعور بالاستقرار.

أرجو ألا تنصحني بالذهاب للطبيب النفسي، فهنا في ألمانيا لا يمكن زيارة الطبيب النفسي بدون موعد إلا بعد سنة أو ستة أشهر، ولا أثق بالأطباء النفسيين هنا.

أتمنى مساعدتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالاكتئاب دائمًا -وفي كثير من الأحيان- يحدث نتيجة تراكم مشاكل وأحداث حياتية تمرُّ بالشخص، وبالذات وفاة الوالد في سِنٍّ مبكّرة، أو مرض لشخص قريب، أو مشاكل زوجية -وهكذا- وهذا النوع من الاكتئاب وإن كان يتحسَّن بالأدوية ولكن يحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، مع العلاج الدوائي، وهذا قد يُفسّر الانتكاسات التي تَعود وترجع لك بعد التوقف عن الدواء.

الشيء الآخر: واضح أنك تعانين من مشاكل زيادة الوزن والأعراض الانسحابية، ولذلك قد يكون أمثل وأفضل دواء لك هو الفلوكستين -الشهير بالبروزاك- عشرين مليجرامًا، فهو لا يزيد الوزن، وليست لديه أعراض انسحابية عند التوقف من تناوله، وجرعته عشرون مليجرامًا، تُؤخذ يوميًا بعد الإفطار، وأرى أنه قد يكون أنسب لك من الاستالوبرام، ويجب التوقف عنه بالتدرّج.

لا أدري ما الجرعة التي تتناولينها الآن من الاستالوبرام، ولكن تحتاجين -كما ذكرت- التوقف عنه بالتدرّج، وذلك بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، وتتناولي الفلوكستين يوميًا على جرعة عشرين مليجرامًا لمدة أسبوعين، وبعد أسبوعين يمكنك التوقف عن الاستالوبرام، وتستمري في تناول الفلوكستين، وقد يحتاج إلى فترة لكي يأتي مفعوله، استمري عليه لمدة شهرين حتى يظهر مفعوله، وإذا ظهر تحسُّنًا عليه فأيضًا يجب الاستمرار عليه على الأقل لمدة ستة أشهر، ثم يمكن التوقف عنه بدون تدرج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً