الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي حقيقة علم الطاقة وما علاقته بالمس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مصاب بمرض الفصام، يمكن سببه مرض روحي -والله أعلم -، لأني قمت مثلا بتدليك نفسي بالزيت المرقي، وكل مرة أجد مع التدليك شعرا طويلا، وأنا متأكد أنه ليس شعري.

سؤالي: ما علاقة الأمراض النفسية بوقف الحال وتعسر الرزق؟ هل يعود ذلك لما يقوله مروجو الطاقة مثلا في التخلي والتجلي؟ لأن الناس المعافين أحس أنهم لا يركزون على طلب المال، وعندهم نظرة أخرى في التعامل في مخيلتهم وفي نظرهم للأشياء.

ما حقيقة الطاقة؟ لأن ما يقولونه أحسه يتجلى في حياتي، مثال (ما تركز عليه تحصل عليه)، فأنا أشعر أنني أستطيع أن أؤثر على الآخرين بمجرد التركيز معهم، وعندما يكون ذهني خاليا، وهل لذلك علاقة بأنني ممسوس، أو عندي مرض روحي؟

كيف أغير من نظرتي للأشياء إن كان الأمر كما أظن؟

كيف أحذف كل ما قرأته عن الطاقة والجن والشياطين، لأن أغلبها خاطئ على ما أظن؟ وأرجو أن تدلوني لمصدر معلومات الرقاة خاصة.

كنت بالسابق أصوم يوما كاملا ولا أقوم فيه بالذنوب، حتى يمر ذلك اليوم جيدا، الأيام الأولى للصيام مرت كما اعتقدت، ثم أصبحت تأتي المشاكل رغم الصيام، لكن بعد أخذ دواء الطب النفسي توقف ذلك، فهل له علاقة بالعقل الباطن؟ وهل العقل الباطن مرتبط بطاقة الكون التي وضعها الله سبحانه؟

وما حقيقة الشاكرات؟ وهل حقا إن كنت حزينا فإنني أجذب طاقة الحزن، لأن ذلك حقا يتجلى في حياتي؟

ولماذا عندما أعطي أهمية لشخص يمكن أن أتخاصم معه؟

ولماذا أشعر بتنميل رجلي، هل كل ذلك سببه المس؟

وهل كل هذه الأسئلة مرتبطة بمرض ما، أم بالذكاء الذي يقول بعض الرقاة إنه مرتبط بالجن الطيار؟ لأنه يتميز بالفراسة، ولماذا أشعر بتشتت الذهن؟ هل حقا بسبب المس وهو يسكن الرأس؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

ما طرحته -أخي الكريم- من أفكار وتساؤلات يُثير الانتباه، وأنا أقول لك: إنك بالفعل شغلتَ نفسك بأشياء قد لا تكون مفيدة أبدًا -مع احترامي الشديد لشخصك الكريم-.

الحديث في الغيبيات وغير المحسوسات وغير الملموسات يُثير عند الإنسان الفضول، لكنّه بوابة كبيرة جدًّا لإدخال الإنسان في توهمات وأمور مغلوطة وغير مفيدة.

أنا -أخي الكريم- أدعوك للوسطية في المعرفة، وأدعوك أن تخرج نفسك من هذا الذي أنت فيه، أشياء كثيرة جدًّا تُذكرُ يوميًا في وسائل التواصل لكن لا أساس لها أبدًا، أنا لا أريد أن أحرمك من المعرفة، لكن هنالك تشابك وسواسي خيالي واضح لديك.

ويا أخي الكريم: هذا يعوق اكتسابك المعرفة الحقيقية والمعرفة الجليّة والمعرفة النافعة، خذ الأمور الموثقة في الدِّين وفي غير الدِّين، ولا تشغل نفسك بغير ذلك.

أنا أعرفُ أن الأمر ليس سهلاً، والحديث عن الطاقة وعن التجلّيات وعن العقل الباطني يشدُّ انتباه الإنسان، لكن أنا شخصيًا قناعاتي أن هذا مضيعة للوقت، فأرجو -أخي الكريم- أن تراجع نفسك حول هذا الموضوع، وخيرُ وسيلة للتخلص من هذا المنهج هو تحقيره، الإنسان إذا حقّر الشيء وتجاهله لم يهتمَّ به، لكن إذا أعطاه قيمة وشغل نفسه؛ فإن ذلك يؤدي إلى المزيد من الفضول والاستثارة التي تُدخل الإنسان في دهاليز الخيال وفي دهاليز الأوهام وما هو غير حقيقي، ويصل الإنسان إلى خلاصاتٍ ليست صحيحة.

مثلاً: أنت ذكرت أنك كنت تصوم يوميًا ولا تقوم بذنوب حتى يمر اليوم جيدًا، والأيام الأولى بالنسبة لك مرَّت حسب ما اعتقدتَّ، ثم أصبحت تأتي المشاكل رغم الصيام، هذا أصلاً كلُّه ليس صحيحًا، الإنسان ليس من المنصوح له أن يصوم يوميًّا، فأنت بدأت بداية خطأ، وانتهيت بنتيجة خاطئة.

عمومًا الكلام معك -أخي الكريم- ممتع جدًّا، ورسالتك حقيقة شدَّت انتباهي، والذي أنصحك به حقيقة هو أن تتخلص من هذا الذي أنت فيه، وقطعًا الأدوية المضادة للوساوس سوف تفيدك -لا شك ذلك-، مع الجُهد المعرفي، والذي يقوم على مبدأ التحقير والتجاهل.

أمور الجن وأمور المس هذه لها رجالاتها، وأنا حقيقة قناعاتي أنها أمور موجودة في الحياة، لكن لستُ على قناعة بما يُثار حولها من تفاصيل وما يقوله الناس هنا وهناك، لأن الأمر فيه دجل وفيه شعوذة. أمَّا الرقية الشرعية فلا شك أنها مفيدة، ويمكن أن تتواصل مع أحد الرقاة الذين تثق بهم، واشتهروا بصلاحهم، وفي بعض الدول يوجد تصريح من وزارات الأوقاف لهؤلاء الرقاة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً