الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس العقيدة أزعجني في كل أحوالي، كيف الخلاص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي 4 أسئلة بارك الله فيكم:
1- عندما أنشر منشورات دينية على مواقع التواصل، وأتلقى إعجابات أو تعليقات، -علماً أن قصدي إيصال الخير للناس ويكون لي أجر بكل من عمل به- يأتيني الشيطان ويشككني في نيتي (أنت أردت تقوية الصفحة أو أردت الشهرة)، فكيف أعالج هذا الشعور وأمنع الشيطان من تلبيسه علي؟

2- أنا طالب جامعي، وعندي مصروف وعمري 21 سنة، منذ حوالي 5 أشهر لم أجد عملا ثابتاً حتى أتعفف وأكفي نفسي وأهلي، وكل مرة أحاسب نفسي على ما فعلت من ذنوب وآخذ بالأسباب ولا جدوى، وأحيانا يأتيني شعور بالملل والكآبة وإلى متى سوف أظل هكذا، وهناك أناس غيري يعملون وأنا لا، وصرت أحب أن أترك الجامعة لكي أجد فرصة عمل مناسبة، ولكن لأجل أمي التي تفرح بدرجاتي، فبماذا تنصحني بعمل يرضيني ويرضي أمي؟

3- أحيانا يأتيني الشيطان فيوسوس لي في الذات الإلهية وفي عقيدتي، عندما أرى فيديوهات للنصارى بدون قصد فيشككني في ديني، وأحياناً يقول لي أنت لست مؤمنا حقاً، فكيف أعلم أنني مؤمن حقاً بيقين؟ فهذا الوسواس أزعجتني كثيرا في العقيدة والصلاة والطهارة وإزالة النجاسة في كل شيء؟

4- إذا نسيت أنني اغتبت، أو استمعت إلى غيبة ولم أنكرها، هل أتخلص من حق الناس علي بالدعاء لكل من اغتبتهم على وجه العموم؟ (اللهم اغفر لكل من اغتبته وأكرر)، وأكون أنا في حل من مظلمتهم؟

أرجو أن تجيبوني جواباً كافياً على كل الأسئلة، وشكراً لكم، ونفع الله بكم البلاد والعباد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

نسأل الله أن يكتب أجرك على ما تقوم به من نشر الخير وتعليم ونصح الآخرين، وتلك الخواطر التي تشكك في نيتك لا تلتفت إليها فهي من مداخل الشيطان، وإذا جاءتك فاستعذ بالله منها، واستمر في نشر الخير، واحرص على أن يكون عملك خالصا لوجه الله.

أخي الفاضل: إذا كان لديك ما يكفيك من مصاريف الجامعة وسائر احتياجات، فلا تفكر في البحث عن العمل حاليا، حتى لا يشغلك عن دراستك، ولأن الوالدة حفظها الله يرضيها استمرارك في الدراسة، وأما إذا لم يوجد لك ما يكفيك من مصاريفك المادية، فيمكن تبحث عن عمل مناسب لا يتعارض مع إتمام دراستك، وأكثر من الدعاء والاستغفار، وابشر بخير -بإذن الله-.

قبل الجواب عن حالة الوسواس الذي نشأ في نفسك، أنصحك بداية أن لا تشاهد ما ينشره النصارى أو غيرهم من غير المسلمين من عقائد منحرفة، حتى لا تقع في نفسك بعض الشبهات التي يمكن أن تشكك في عقيدتك، وأما طرق الخلاص من الوسواس، فعليك أن تحرص حرصا جادا على معالجته، فعليك بطلب العلم الشرعي، وكثرة ذكر الله تعالى، والاستعاذة بالله من شره عندما يطرأ عليك، وأن تتوقف عن التفكير فيما يدعوك إليه ولا تسترسل معه، ولا تلتفت أبدا لما يوسوس لك فإنه لا حقيقة له، وعليك قطع هذه الأفكار -يجب عليك شرعا- ولا تعمل بما يوسوس لك في نفسك، كما أن عليك أن تشغل نفسك بكل نافع ومفيد من عبادة وقراءة وهواية مشروعة، وعليك بالمداومة على قراءة الرقية الشرعية كل يوم، من قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات.

إذا كنت تعرف الذي اغتبته فالأولى بك أن تتحلل منه، وتطلب المسامحة منه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إذا لم يكن عليك مفسدة في ذلك، وإذا توقعت حصول فتنة بينك وبينه، فيمكن أن تدعو وتستغفر له، وتجتهد أن تذكره بخير عند من اغتبته عندهم، والذي نسيت من الذي اغتبته فيكفي أن تدعو وتستغفر له.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً