الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل شراء الملابس أو الأحذية من الماركات العالمية يعتبر من الإسراف؟

السؤال

السلام عليكم.

راتبي عال -الحمد لله- وبإمكاني شراء ما أريد من ملابس أو شنط أو ذهب، هل شراء الشنط أو الملابس أو الأحذية من الماركات العالمية بغرض الزينة بين فترة وأخرى تعتبر حراما أو إسرافا؟

أحيانا أشتري لابني الصغير حذاء أو بلوزة من الماركات العالمية، وقد تكون غالية مقارنة بغيرها من الأحذية أو الملابس، وقد أجمع أحياناً من كل شهر مبلغا من المال، وإذا جمعت مبلغ عالي أشتري لنفسي أو لمن يعز علي من هذه السلع، ولا يؤثر علي، ولدي القدرة على التصدق أيضا، فكيف يكون التصدق أحياناً من الإسراف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سالم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بداية نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله أن يزديك الله من فضله، والجواب على ما ذكرت:

- بداية الإنفاق والتوسع على النفس أو على الأولاد مما يملكه الإنسان هذا مطلوب شرعا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"، رواه الترمذي، ومعنى الحديث: إذا أتى الله عبدا من عباده نعمة من نعم الدنيا فليظهرها من نفسه بأن يلبس لباسا يليق بحاله لإظهار نعمة الله عليه.

- وأحب أن أنبه أن شراء الأشياء من غير حاجة وإنما زيادة في التكثر من الملابس ونحوها، أو شراء ما يقال عنه أنه ماركة تجارية متميزة، تقليدا للآخرين وقد يوجد مثلها من الملابس مثلا وبسعر أقل، كل هذا يعد من الإسراف أو التبذير الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية، قال تعالى {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}، [سورة: الإسراء - آية: ٢٦]، فينبغي عند إنفاق المال أن يكون في طاعة الله في النفقة الواجبة أو المستحبة، وإذا كان في المباح، فلا يكون على وجه الإسراف والتبذير.

- ومن جانب آخر أن الدخل المادي الذي تحقق لكم وكان فيه سعة، ينبغي أن يدخر شئيا من المال، فلعل أن تأتي عليكم ظروف أو مرض أو حاجة إلى المال، فيكون ما ادخرتموه خيرا لكم، وفيه كف النفس عن طلب الإعانة أو القرض من الآخرين.

- وأما سؤالك وكيف يكون التصدق أحياناً من الإسراف؟ الحقيقة أن الصدقة لا يدخلها الإسراف، وإنما يمكن يقال أن من يريد النفقة من ماله، فيبدأ بالنفقة على نفسه، ثم بمن يعول، ثم إذا بقي مال وكان كثيرا وبلغ نصاب الزكاة ومر عليه سنة كاملة، فيجب الزكاة بحسب ما ثبت في شرعنا، وإذا بقي مال بعد إخراج الزكاة، فيمكن الصدقة في أبواب الخير المتعددة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات