الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو علاج الخوف المرضي؟

السؤال

السلام عليكم.

بداية: أشكركم على الجهود التي تقدمونها لإصلاح البلاد والعباد، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.

أعاني من الخوف منذ طفولتي، لكنه خوف غير طبيعي، فأنا أخاف من المواقف العادية، وخاصة التي يكون فيها تفاعل مع المجتمع، فأصاب بأعراض القلق والتوتر، وقد تعرضت لكثير من المضايقات من قبل أصدقائي، والتي جرحتني نفسيا، فأصبت بالاكتئاب والخمول، وأصبحت منعزلا بشكل كبير.

وبعد دخولي للجامعة تعرضت لواحدة من أكبر نوبات الفزع والقلق في حياتي؛ مما أدى إلى كثرة تغيبي عن الدروس والمحاضرات، وترك المذاكرة نتيجة لذلك، فقد رسبت في أول سنة جامعية، وأنا الآن أخاف من الذهاب الى الجامعة.

ولقد بحثت ووجدت أن قابليتي للخوف ورثتها عن بعض أقاربي.

ذهبت إلى طبيب أعشاب، وأخبرني أني مصاب بالخلعة (نوبة الفزع) والرهاب الاجتماعي، وتناولت بعض الأعشاب كعلاج، لكن حتى الآن لم تتحسن حالتي، فما هو العلاج الأمثل لحالتي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لديك قلق مخاوف من الدرجة البسيطة، وكل الذي تحتاجه هو أن تحسن الدافعية لديك، ويكون لديك الإصرار على تحقير هذه المخاوف، وأن تعيش حياة نشطة متفاعلة جيدة مفيدة، وهذه تصل إليها من خلال أن تنظم وقتك وتحسن إدارته، وأن تعرف ما هي واجباتك الضرورية، وما هي الطرق الأفضل لأن تنجز كل شيء في وقته.

فالذين يديرون أوقاتهم بصورة صحيحة يديرون حياتهم بصورة صحيحة، ولا تركن أبداً لموضوع المخاوف، وتجد لها تبريراً، حتى الجوانب الوراثية يجب أن لا تهتم بها، فتأثيرها ضعيف جداً، والأمر كله يتعلق بالدافعية والإرادة والإصرار على أن تكون شخصاً متفاعلاً وناجحاً.

أنت صغير في السن، والله تعالى حباك بقدرات عظيمة يجب أن تستغلها، فلا أحد يغيرك، وإنما أنت الذي تغير نفسك، كل هذا الذي تتكلم عنه مجرد أشياء واهية وتوهمات.

اخرج إلى المجتمع، كن دائماً في الصفوف الأولى في مقعدك الدراسي في الجامعة، اجتهد في دراستك، احرص على الصلاة في وقتها مع الجماعة، اخرج ورفه عن نفسك بما هو جميل مع أصدقائك، مارس الرياضة أيا كان نوعها، نم ليلاً مبكراً، قم بزيارة أرحامك وأصدقائك، وابن علاقات اجتماعية مثمرة، ولا بد أن تفكر بما سيكون عليه وضعك بعد 4 إلى 5 سنوات من الآن، أين أنت؟ ما هو مؤهلك الجامعي؟ الزواج، الدخول في محيط العمل، كل هذه يجب أن تضعها نصب عينيك؛ لأنها تحسن من دافعيتك، فيجب أن تتغير، وتستطيع أن تتغير.

أما موضوع الخوف من المرض: فهذا موضوع واه جداً، الأمراض موجودة، والصحة موجودة، والعافية موجودة، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، يجب أن تكون هذه قناعتك، وعليك أتكون في درجة أعلى من ناحية التوكل على الله تعالى، واحرص على أذكار الصباح والمساء؛ ففيها خير كثير، ونفع عظيم.

يجب أن لا تتنقل بين الأطباء أبداً، إنما اجعل لنفسك مقابلة واحدة مع طبيب الأسرة أو أي طبيب تثق فيه مرة واحدة كل 6 أشهر مثلاً؛ من أجل إجراء الفحوصات الروتينية والدورية التي تفيدك، هذا هو العلاج، ويجب أن تحرص عليه، وإن استطعت أن تقابل طبيبا نفسيا فهذا أيضاً أمر جيد.

لا أرى أن موضوعك لديه علاقة بطبيب الأعشاب -مع احترامي لهم-؛ موضوعك واضح جدا، قلق مخاوف بسيط، وتستطيع أن تغيره على الأسس التي ذكرتها لك، ويمكن للطبيب النفسي أن يكتب لك دواء بسيطا مثل السيرترالين، والذي يسمى زوالفت، هذا أيضاً سوف يساعدك.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة 25 مليجراما يومياً لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً