الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجريت منظارا جراحيا لإزالة الالتهابات من مجرى البول.. ولكنها تتكرر

السؤال

السلام عليكم

تم إجراء عملية لي منذ ثلاثة أسابيع، وهي عبارة عن منظار جراحي لإزالة الالتهابات من مجرى البول، وهي ثالث عملية لي من هذا النوع في الست سنوات الأخيرة.

سؤالي هو:
- ما هو الحل النهائي لعدم عودة هذه الالتهابات مرة أخرى؟
- حالياً أشعر بألم في عظمة العصعص والخصية والعضو الذكري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن العزيز مصطفى يبدو لي من وصفك لحالتك أنك تعاني من تضيق في الإحليل البولي، وهو القناة داخل العضو الذكري التي تنقل البول من المثانة إلى الخارج.

هناك أسباب عديدة لنشوء هذه الحالة منها التعرض للإصابات في منطقة الحوض والذكر والأعضاء التناسلية الخارجية نتيجة للسقوط أو الارتطام أو الحوادث المرورية المختلفة.

من الأسباب الأخرى الالتهابات في منطقة الإحليل الناتجة عادة من الأمراض الجنسية، مثل الكلاميديا والسيلان ونحوها، ومن الأسباب النادرة التعرض للعلاج الإشعاعي أو عمليات إزالة البروستاتا الخبيثة والحميدة، والتعرض لترك القسطرة البولية لفترات طويلة، وتطول القائمة لأسباب أخرى تعتبر نادرة.

أما كيف يحدث التضيق فإن هذا يعتبر المرحلة الأخيرة من مراحل تطور مرض الإحليل أو إصابته، والتي تبدأ بالتورم والاحتقان ثم الشفاء عن طريق تكوين الألياف حول المنطقة المصابة، وهذا التليف يشبه إلى حد كبير تكون الندوب في مناطق الجروح بعد التئامها، وللأسف الشديد فإن هذه الألياف تميل للزيادة في الحجم والقسوة بمرور الأيام، وبتتابع الالتهابات أو الإجراءات الطبية كالتوسيع للإحليل.

أما الأعراض في هذه الحالة فإنها تتناسب طرداً مع حجم التضيق، قد لا يحس المريض بشيء إذا كان التضيق صغيراً، ولكن عموماً فإن الكثير من المرضى يشتكون من الحرقان أثناء التبول، وعدم القدرة على دفع البول بقوة وتناقص اندفاع البول، وحتى تشتت البول.

من الأعراض الأخرى الآلام عند القذف وملاحظة الدم في البول والإحساس بعدم التفريغ الكلي للمثانة وتكرر الالتهابات البولية، وفي النهاية الانحباس البولي.

تتكون الحصوات البولية لدى الحالات المزمنة المهملة، إما في الإحليل نفسه قبل التضيق أو في المثانة البولية، ويتم التشخيص بأخذ التاريخ المرضي من المريض، وعمل ما يعرف بقياس تدفق البول باستخدام جهاز خاص متوفر في معظم عيادات المسالك البولية، ويتم تأكيد التشخيص باستخدام الموجات الصوتية، وتصوير الإحليل باستخدام الصبغة الإشعاعية.

بعد عملية التشخيص يتم علاج الحالة إما بطريق التوسيع كما حدث في حالتك (ولكن مع ملاحظة أن نسبة رجوع التضيق في مثل هذه الحالة يتراوح ما بين 40-80% بحسب طول منطقة التضيق وكمية التليف حولها) أو بإجراء عمليات قص منطقة التضيق، وربط طرفي الإحليل الصحيحني معاً.

أما حالياً فهناك توجه لإجراء عملية ترقيع لمنطقة التضيق بواسطة زراعة جزء من بطانة الفم في مكان التضيق وتؤتي هذا العملية نتائج ممتازة جداً.

أنصحك بإجراء هذه الأخيرة بعد زيارة طبيب متخصص في المسالك البولية، لأن عملية القص والربط قد تؤدي إلى تقصير طول القضيب، وحتى انحنائه، ويمكن أيضاً أن تؤدي إلى الضعف الجنسي، وذلك بعكس عملية الترقيع والتي تقل فيها المضاعفات بشكل ملحوظ.

أما ما تصف من الآلام فلعلك تعاني من التهابات بسيطة في المنطقة، وبخاصة منطقة البربخ والتي يكون علاجها باستخدام المضادات الحيوية ومضادات الالتهابات.
وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً