الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعدما شممت رائحة اللوزتين ورائحة الفم الكريهة من قريبي كأنها في فمي!

السؤال

في البداية الموضوع بدأ عندما تحدثت مع قريب لي وكان مستيقظا من النوم، وكانت رائحة فمه كريهة جدا، واقتربت منه حتى أسمعه جيدا، وأحسست أن رائحته دخلت في فمي أنا أيضا، وبعدها بدأت أعراض مثل ألم في فمي، وغازات في معدتي، ورائحة كريهة جدا من فمي، مع سخونة في الهواء الذي يخرج من الفم.

قال لي الطبيب: أنه التهاب في اللوزتين، وبعد أن أتممت العلاج لازالت هذه الأعراض مستمرة كالإحساس بضيق في التنفس، وانتفاخ في أعلى البطن، وطعم اللعاب في الفم غريب، ورائحة الفم كريهة، وسخونة التنفس، وانتفاخ البطن، وطعم اللعاب أكثر الأعراض التي أعاني منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا الاهتمام بصحة الفم مهمّ جدًّا، والرائحة الكريهة غالبًا لا يكون مصدرها اللوزتين فقط، قد يكون أيضًا مصدرها التهاب الأسنان أو اللثة، وأنت –أيها الفاضل الكريم– حصل لك نوعًا من التأثير الإيحائي حين تحدّثت مع قريبك هذا، وكما ذكرت أن هنالك رائحة غير طيبة تفوح من فمه، وهذه قطعًا أزعجتك، وأعتقد أنه حدث لك نوع من التأثير النفسي؛ ممَّا جعلك تنزعج أن شيئًا من هذا قد يحدث لك أيضًا، وبالفعل بدأ –بعد أن أُصبت بالتهاب اللوزتين– يتولَّد لديك هذا الإحساس بسخونة في الهواء الذي يخرج من الفم، والرائحة الكريهة، والغازات على مستوى الجهاز الهضمي، وبعد أن تمَّ علاج اللوزتين بدأت أيضًا تشعر بالضيق والانتفاخ في البطن، وأعتقد أن هذه أعراض قلق.

حالتك تحوّلت إلى حالة نفسوجسدية، بمعنى: أن القلق والتوتر والوسوسة حول الرائحة الكريهة التي تصدر من الفم، جعلتك تكون على هذا الوضع.

أيها الأخ الكريم: اهتمَّ بصحتك الجسدية عامَّة وبصحة الفم لديك، هذا مهم، وأنصحك بأن تمارس تمارين رياضية مكثّفة، التمارين الرياضية تؤدي إلى استرخاء عضلي مفيدة جدًّا ممًّا تُحسِّن من أداء الجهاز الهضمي، ويزيل عنك هذا الانتفاخ والشعور بالضيق في التنفس، وحتى رائحة الفم إن شاء الله تعالى تتحسَّن.

لا مانع –أخي الكريم– من أن تتناول دواءً بسيطًا للقلق وللأعراض النفسوجسدية، الدواء يُسمَّى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا مرة واحدة يوميًا لمدة أسبوع، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

أرجو ألَّا تُضخم من هذا الموضوع، ولا تحمّله أكثر ممَّا يجب، وانتبه لنفسك، ولا تترك مجالاً كبيرًا للفراغ في حياتك، الفراغ يؤدي إلى الوسوسة، وأعراض القلق والتوتر، والمخاوف المرضية.

أنت ذكرت أنك لا تعمل، فأرجو أن تبحث عن عمل، لأن العمل فيه تأهيل نفسي واجتماعي واقتصادي للإنسان، ويرفع من الكفاءة النفسية.

ولمزيد من الاطلاع نحيلك على الاستشارات الآتية: (2165065 - 2339361).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً