الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع مشاهدة ابنتي لمقاطع إباحية في اليوتيوب؟

السؤال

السلام عليكم

ابنتي عمرها 13 سنة، في الصف الأول المتوسط، تعرفت على صديقات جدد، وتستخدم جوالي في حل الدروس والبحث عن الواجبات.

واليوم اكتشفت أنها تبحث في اليوتيوب عن ولد يُقبِّل ولدا في فمه، وتحت المقطع الكثير من المقاطع الإباحية الشاذة.

شخصيتها طيبة جدا، وكانت لا تخبئ عني شيئا، لكنها الآن صارت تكذب وتخبئ عني بعض الأمور، وتغيرت شخصيتها في فترة المراهقة.

كيف أتصرف معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردت على استشارتك أقول:

لا شك إن هذه المرحلة من العمر خطرة للغاية يجب عليك أن تقتربي أكثر من ابنتك، وأن تشاركيها همومها، وأن تحذريها برفق ولين من رفيقات السوء، فهنّ سُمٌّ زُعاف.

ساعديها في حل واجباتها حين تمسك هاتفك، ولا تتركي لها الهاتف تستعمله كيف تشاء.

هنالك برامج تحظر استخدام التطبيقات إلا بكلمة مرور فيمكن استخدام إحداها، فإذا أرادت استخدام هاتفك فافتحي لها التطبيق الذي تريده فقط وهو الموقع التعليمي، وبهذا تكونين آمنة من دخول ابنتك إلى المواقع الإباحية.

أوصيك أن تهتمي بتنمية إيمان ابنتك، من خلال تشجيعها على العمل الصالح كتلاوة القرآن الكريم، وأداء الصلاة في أوقاتها، والإكثار من النوافل صلاة وصياما، وحثها على مرافقة الصالحات واجتناب السيئات، فالصاحب له آثاره كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: الصاحب ساحب.

قوة الإيمان تخلق في القلب حاجزا يمنع صاحبه من الوقوع فيما حرم الله سبحانه، وتعاهد الإيمان كفيل بتجدده في القلب؛ لأن الإيمان يبلى في القلب بسبب الغفلة والنسيان والوقوع في المعاصي.

أوصِ ابنتك بمصاحبة الخيّرات، واجعليهن يزرنها في بيتك ويتشاركن في المذاكرة، فسيكون لذلك نتائج إيجابية -بإذن الله-.

حثيها على مكارم الأخلاق، وذلك من خلال درس يومي قصير في كتاب رياض الصالحين، ففيه الكثير من الأحاديث التي تحث على مكارم الأخلاق، وشجعيها كلما تخلقت بخلق حسن، وإن كذبت في يوم ما فلا تحاسبيها مباشرة، ويمكنك فيما بعد أن تتكلمي معها برفق أنك اكتشفت أنها كذبت عليك، ومع هذا فأعيدي الكرة في حثها على أن تكون صادقة حتى لا تفقدي ثقتك بها.

اشغلي أوقاتها في كل مفيد ككثرة القراءة وممارسة الرياضة وشاركيها في ذلك، وعوديها على النوم المبكر ولا تتركيها تنام وحدها.

أكثري لها من الدعاء وأنت ساجدة، فدعوة الوالد لا ترد كما ورد في الحديث، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

حثيها على المحافظة على أذكار اليوم والليلة، فللذكر فوائد كثيرة منها أنها حرز من الشيطان، ووقاية من الوقوع في المعاصي -بإذن الله تعالى-، وأوصيك أن تكثري من القراءة في الكتب التربوية، والبحث في المواقع التي تعنى بتربة الأبناء وخاصة المراهقين، فسوف تستفيدين منها كثيرا -إن شاء الله-.

نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً