الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من العمل مع الوالد بأجر زهيد

السؤال

السلام عليكم.
مشكلتي هي أنني أعمل عند أبي في المطعم منذ أن فارقت مقاعد الدراسة، ولا أحصل مقابل عملي إلا على راتب زهيد جداً، أو يمكنكم القول: بمبلغ رمزي، أنا لا أستطيع التحرك والنظر إلى مستقبلي أو أعمل عملاً آخر؛ إذ يعني ذلك في نظر أبي تمرداً عليه وعلى العائلة، هذا لا يعني أن أبي رجل قاس أو متسلط.

كما أحيطكم علماً أني أعمل برفقة إخوتي الاثنين، أفكر في الهجرة إلى أوروبا، فإني أرى فيها السبيل الوحيد الذي سيحررني من أبي، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يرزقك رضا والديك والبر بهما في حياتهما وبعد الممات، وبعد:

فإن أولى الناس بالمساعدة هو الأب الذي سهر لراحتكم، وعمل واجتهد ليوفر لأبنائه متطلبات الحياة، وأنت ومالك لأبيك، ولن يضيع عملك هذا عند الله، فهو لونٌ من ألوان البر والإحسان، وإذا كان أخواك يعملان أيضاً فهذا يعني أن هذا الأسلوب هو عرف البلد كما هو الحاصل في بعض بلاد المسلمين.

ونحن ننصحك بألا تُظهر لوالدك التضجر وعدم الرضا، ولكن لا مانع من البحث عن فرص أفضل للعمل، وخاصةً في دول المهجر، بشرط أن يكون عندك دينٌ يحميك من السقوط في هوة الشهوات، وأن يكون لك علمٌ يمنع من الاستماع للشبهات، وأن تتمكن من إظهار شعائر الدين.

ولا يخفى عليك أنك وإخوانك وأسرتك أول المستفيدين من أموال الوالد، ولا أظنه يقصر في مساعدتك عندما ترغب في الزواج، أو يبخل عليك بالمال إذا احتجت للثياب والدواء.

واعلم أنك كنت في حرية وكل أهل البيت في خدمتك، لكنك تركت مقاعد الدراسة ولم تغتنم الفرصة لمواصلة التعليم الذي هو سلاح الإنسان في هذا الزمان، وإذا أخلص الإنسان نال بعلمه الدنيا والآخرة.

فاحرص على الصبر، وكن في طاعة والدك، وتوجه إلى الله فإن يجيب من دعاه، واحترم رغبة والدك، واعرف الناس التي لا تصادم دين الله، ونسأل الله أن ييسر أمرك ويغفر لك ذنبك.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً