الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مزاجي متقلب من نشيط إلى خامل والعكس في العلاقات والأنشطة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا لدي اضطراب ثنائي القطب النوع الأول، أعاني من تقلبات مزاجية رغم استخدام الأدوية، وأقوم بنشاط وعمل بحيوية وفجأة أتحول إلى صمت وضيقة، ولا أريد أن أتكلم مع أحد، ولا أخالط زملائي الموظفين، وأكون وحيدا أحيانا، وأحيانا أكون نشيطا معهم، وأحيانا أتضايق وأميل للبكاء بغير سبب.

أحتاج مثبتَ مزاج ممتاز، أحس معه بنشوة السعادة الداخلية، أشعر أن مزاجي جيد وسعيد، وأستطيع مخالطة الناس بشخصية متزنة عقليا ونفسيا وداخليا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك كالعادة في استشارات الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة متعددة قمنا بالإجابة عليها، وأنا أؤكد لك على نصيحة مهمَّة جدًّا، وهي بالنسبة لمرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية (Bipolar Disorder): من المهم جدًّا المتابعة مع الطبيب الذي تثق فيه، ومن الضروري جدًّا الالتزام بالبرامج العلاجية الدوائية، ومن الضروري أيضًا الالتزام بالبرامج الحياتية: برامج تطوير الذات، التطوير المهني، حُسن إدارة الوقت، صِلة الأرحام، الالتزام بالعبادات خاصة الصلاة في وقتها، وأن يكون الإنسان مواكبًا لما حوله، وأن يكتسب المعارف، الرياضة جزء أساسي مهمٌّ جدًّا لحياة الإنسان الجسدية والنفسية وحتى الاجتماعية.

هذه هي الأسس التي أريدك أن تعتمد عليها في مسيرتك العلاجية -أخي الكريم-، وأنا على ثقة تامَّة أنك سوف تعيش حياة طيبة وجميلة.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: قطعًا سوف يُقرِّرها طبيبك؛ لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية - حتى وإن كان من الدرجة الأولى والثانية والثالثة – له مكوّنات متداخلة، فعلى سبيل المثال: بعض الناس تجد أن الأعراض الهوسيّة والاكتئابية لديهم مختلطة، وبعض الناس يكون القطب الاكتئابي عندهم هو الأقوى، وبعض منهم يكون القطب الهوسي هو الأقوى، وعند بعضهم تكون النوبات متباعدة جدًّا، وعند غيرهم تكون النوبات متقاربة لدرجة ما يحدث لهم ما نُسمِّيه بالباب الدوّار، وكلّ هذه الحالات له خطط علاجية.

مثبتات المزاج – أيها الفاضل الكريم – قطعًا هي علاج أساسي للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهنالك مثبتات المزاج من الدرجة الأولى ويأتي على رأسها (كربونات الليثيوم)، ثم عقار (دباكين كرونو)، ثم الـ (تجراتول)، وبعد ذلك يأتي الـ (لامكتال/متروجين) وهو دواء رائع، مثبتٌّ للمزاج ممتاز في حالة أن القطب الاكتئابي هو المُهيمن، ثم تأتي الأدوية المضادة للذهان لكنّها في ذات الوقت لديها سِمات (تثبيت المزاج)، وهي معروفة، يأتي على رأسها الـ (سوركويل) والذي يُسمَّى علميًا (كواتبين)، ثم الـ (أولانزبين) والذي يُسمَّى علميًا (زبراكسا)، ثم الـ (رزبريادون).

وتوجد الآن بعض الأدوية الجديدة أيضًا ذات فائدة جيدة، لكن لا نستطيع أن نقول أنها ذات مكانة أرفع من الأدوية السابقة.

فيا أخي الكريم: يتخيّر لك طبيبك حسب درجة ثنائية القطبية التي لديك ونوعيتها، وإن كان هنالك أي نوع من التشخيصات الفارقة والمتداخلة مع الحالة، ومرة أخرى: أريدك أن تكون إيجابيًّا، وأن تكون متفائلاً، وأن تكون فعّالاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً