الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب سماعي لصوتي بأنه عال بينما الآخرون يرونه منخفضا؟

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي أني عندما أتحدث أسمع صوتي داخل رأسي بشكل عال جدا، والمحيطون بي يقولون بأن صوتي منخفض، وقد أجريت فحصا لأذني عند طبيب الأذن، وكان كل شيء طبيعيا.

كما أن لدي صداعا نصفيا، وأنزعج من الأصوات العالية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

كثير من الناس الذين يعانون من القلق النفسي يشتكون من عدم تحمُّلهم للضجيج وارتفاع الصوت إذا كان ذلك من الأصوات الخارجية أو حتى من حديث النفس الداخلي، أو حتى من خلال استعمال عضلات اللسان في الكلام، وطبعًا لا كلام بدون اللسان.

أنت قمت بعمل رائع جدًّا وهو فحص الأذن؛ لأن كثيرًا من الناس الذين تحدث لهم هذه الظاهرة التي تعانين منها أنت هي ناتجة من أمراض في الأذن الداخلية، الحمد لله أنت سليمة، بقي أن أقول لك أنه من الأفضل أن تفحصي الغدة الدرقية، زيادة نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي إلى هذا الانزعاج الداخلي، وأقصد بذلك أن الإنسان حين يتحدث تأتيه هذه اليقظة الداخلية ويسمع صوته ويسمع ذاته بصورة مرتفعة جدًّا، وفي نفس الوقت هو يحاول أن يُخفض من صوته، وهذا قطعًا سوف يفهمه الآخرون بأنه انخفاض في الصوت، إذًا قومي بإجراء هذا الفحص كنوع من التحوط.

والأمر الآخر والذي أراه هو الأقرب أنه لديك قلق غالبًا، لأن الصداع النصفي بالفعل يؤدي إلى هذه الظاهرة وعدم تحمُّل الصخب والصوت العالي، وهذا أيضًا من علامات القلق.

إذا كان بالإمكان أن تقابلي طبيبًا نفسيًّا فهذا أمرًا طيبًا، إذا لم يكن بالإمكان يجب أن تتدربي على التمارين الاسترخائية بعمق وجدّية وتُطبِّقيها.

تمارين التنفس التدرُّجي ممتازة جدًّا، تمارين قبض العضلات وشدِّها أيضًا ممتازة، الإنسان يقبض عضلاته بصورة مُعيَّنة ويشدّ عليها، ثم بعد ذلك يُطلقها، أي يجعلها في استرخاءٍ. هذا التمرين - كما ذكرتُ لك - مفيد لكنه يتطلب شيئًا من التأمُّل الذهني في وقت التطبيق.

توجد برامج على الإنترنت توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب أعدت استشارة توضح هذه التمارين وكيفية ممارستها والقيام بها، وهذه الاستشارة رقمها (2136015) يمكن أن تستفيدي من هذه التمارين.

بخلاف ذلك أقول لك: تجنبي الضغوطات النفسية، وتجنبي الكتمان الشديد، لأن هذا كثيرًا ما ينعكس على الإنسان بصورة سلبية، حاولي أن تنامي النوم الليلي المبكر، ولا تُكثري من الشاي والقهوة لأنها تؤدي إلى اليقظة، والكافين أيضًا يؤدي إلى الصداع النصفي لدى بعض الناس.

وليس هنالك ما يمنع أن تتناولي أي علاج بسيط كمضاد للقلق، وهذا متاح في المراكز الصحية في دولة قطر.

الأمر في غاية البساطة، لا تنزعجي، وحافظي على علاج الصداع النصفي من خلال مراجعتك لطبيبك الأعصاب، وبالمناسبة طبيب الأعصاب نفسه يمكن أن يكتب لك أحد مضادات القلق البسيط.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً