الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الأب الذي يفضل الزواج من قبيلة معينة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أنا على علاقة مع فتاة ذات أصل ودين، أحبها، ليس بيني وبينها شيء سوى أني راسلتها وطلبت منها الزواج، هل هذه العلاقة حلال أم حرام؟ وهل هذا الغرض فيه شيءٌ من الحرمة؟ طلبت من والدي، لكنه رفض على أساس أنه يفضل قبيلة كذا، ولا يفضل تلك القبيلة، أي أنها ليست من الأصل الذي يحبه هو، رغم أنني أريد هذه الفتاة وتريدني على سنة الله ورسوله.
أخبروني ماذا أفعل؟

جزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا بدايةً -ولدي خالد- أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، والله نسأل أن ييسر أمرك، وأن يربح تجارتك، وأن يحقق أملك في الزواج من تلك الأخت التي ترغب.

ولدي العزيز خالد: بارك الله فيك، اسمح لي بدايةً قبل أن أبدأ في الإجابة على أسئلتك أن أذكرك بأمرٍ هام، بل وفي غاية الأهمية.

لا يخفي عليك أن أركان الإيمان ست، وأن منها : أن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى، وتعلم أن الله (أول ما خلق خلق القلم فقال: اكتب، فقال: وما أكتب؟ قال: كل ما هو كائن إلى يوم القيامة) فجرى القلم بكل ما سبق في علم الله تعالى، ولذلك لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فهو سبحانه قد قدر المقادير، وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومما قدره الله مسألة الزواج، فإذا كان للإنسان نصيب في إنسانة فلابد من أن تكون من نصيبه رغم أنف الناس جميعاً، وإلا فمن المستحيل أن يصل الإنسان إلى شيءٍ لم يقدر له أبداً كائناً من كان .

فما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب، ونكثر من الدعاء، فإن كان لنا نصيب وقع ما قدره الله، وإن لم يكن لنا من نصيب فلابد لنا من الرضا والتسليم لمراد الله تعالى؛ لأن من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، ولن يغير الله شيئاً.

نعود إلى إجابة أسئلتك :

بالنسبة للعلاقة بينكما : إذا كانت لم تتجاوز مجرد إبداء الرغبة في الارتباط والزواج كما ذكرت، ولم يحدث هناك أكثر من هذا، فليس بحرام إن شاء الله، ما دمت تريد الزواج منها فعلاً، وأظهرت لها رغبتك بدون خلوة بها أو استعمال عبارات الغزل والكلام الذي لا يجوز شرعاً .

وأما عن موقف والدك : فأرى أن تلح عليه في تحقيق رغبتك ما دامت الأخت ذات أصلٍ ودين، وأنها لا تقل نسباً وكفاءة عن قبيلتكم، ولا مانع من الاستعانة ببعض أهل الفضل والصلاح ليقنع والدك، وليساعدك في الزواج من تلك الأخت؛ لأن موقف والدك هذا فيه نوع من التحكم والاستبداد بالرأي بغير حجة أو سندٍ شرعي؛ لأننا قد نقول بأن ذلك من حقه عند انعدام الكفاءة أو الدين، أما والأخت ذات أصل ودين فالأولى به أن يعجل بالموافقة، خاصةً في مثل بلادكم التي قد يقل فيها وجود بنات بمثل هذه المواصفات، أضف إلى ذلك : لابد لك من استخدام سلاح الدعاء، والإلحاح على الله أن يشرح صدر والدك، وأن يوافق على زواجك منها، واعلم أنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، فعليك بالدعاء، وكذلك الاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واعلم أنه على قدر اجتهادك في ذلك سوف تقضى حاجتك عاجلاً بإذن الله، مع تمنياتنا لك بالتوفيق وتحقيق المراد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً