الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخرت في إكمال الدراسة في تخصصي فتوقفت عن إكمالها!

السؤال

السلام عليكم.

بالنسبة للاستخارة، أنا طالب جامعي، أدرس تقنية المعلومات وفي السنة الأخيرة، ورسبت في هذه السنة مرتين ولم أستطع التخرج من الجامعة، ولاحظت في هذا المجال شيئا من الحرام، كسرقة تفعيل الويندوز لمدى الحياة وهكذا، فقلت في نفسي ربما لا يريد ربي أن أكون في هذا المجال، وقررت أن أستخير، وفعلا بفضل الله استخرت ووجدت أن هذا المجال ليس خيرا لي؛ لأنه بعد أن استخرت أصبحت في كل مرة أفكر أن أذهب لأدرس للامتحانات يأتي شيء ويبعدني عن الدراسة، حتى أتى وقت الامتحانات وأصبحت كلما أكون ذاهبا لامتحان أستخير فوجدت أنني لا أريد الدراسة.

كما أن هناك امتحانات فأتتني وقتها، ولكن المشكلة أن والدتي لاحظت أني لا أدرس، وتحدثت معي وعندما أخبرتها أنني استخرت لم ترض بما فعلته، حتى علم إخوتي، وكلهم انتقدوني بفعلتي هذه، وقالوا لي: هذا ليس شيئا لتستخر فيه، والدراسة خير، ومن هذا الكلام، فأصبحت محتارا في أمري، ولا أعرف هل ما فعلته صواب أم خطأّ!

وانتهى وقت الامتحانات وضاعت هذه السنة، ومن الممكن أن أطرد من الجامعة؛ لأني اجتزت السنوات اللازمة للطرد، ولا أعلم إذا وافقت الجامعة بأن أسجل عندهم مرة أخرى هل أواصل دراستي أم أتركها، ولا أعلم إذا تركتها ماذا أدرس؟ ولا أظن أن والديّ سيقبلان أن أبدأ الدراسة من أول سنة في مجال آخر؛ لأن وضعنا المادي صعب والحمد لله، وأنا لا أعلم ماذا أفعل، ليس لي أي بديل لتركي للدراسة، وأنا الآن عاطل ولا أعلم ما الذي أفعله، أنا مشوش جدا ولا أفهم شيئا.

فأرجوكم انصحوني، وأفيدوني جزاكم الله خيرا، ودمتم سالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك ويُصلح الأحوال، وأن يكتب لك النجاح والتوفيق والفلاح، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أرجو أن تتواصل مع الجامعة وتقدّم لهم اعتذارًا ثم تواصل دراستك، فإن الخير في إكمال التعليم، ونحن بحاجة لأمثالك ممن يرفض الحرام والممارسات الخاطئة من بعض من يتخرج من التقنية أو يستعمل التقنية، لا تجوِّز الحكم بحرمة الدراسة، ولا يتيحُ لنا منع النفس أو الغير من الاستفادة منن التقنية الحديثة، وأنت الآن تتواصل مع موقع شرعي يفيد الناس عن طريق الاستخدام الصحيح لوسائل الاتصال.

ولا يخفى عليك أن طلب العلم عبادة وخير وطاعة، والمسلم مطالب بأن يتعلم ما يصحح به عقيدته وعبادته، وتعامله سوف ينطلق من طلب العلم النافع في شتى المجالات، والتخصيص في مجال تقنية الاتصال من أنفع المجالات، فعُد إلى دراستك واجتهد في المذاكرة، واطرد عنك الوساوس، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الخير.

وما حصل لك بعد الاستخارة لا علاقة له بها، وصلاة الاستخارة ليس من الضروري أن تحصل بعدها أشياء، ولكن الهدف هنا هو اللجوء إلى الله وسؤاله الخير والفضل، وأنت مطالب مع الاستخارة بأن تستشير، ولن يندم من يستخير ويستشير، وإذا شاور الإنسان من حوله فإنه يُضيفُ عقولهم إلى وعْيه، ونصحهم إلى فهمه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى أن تعود فورًا إلى دراستك، حتى تكمل ما بقي لك من الدراسة، ولا تحاول البدء من الأول، واحرص على فعل ما فيه إرضاء لوالديك وإخوانك، فهم أحرص الناس على مصالحك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولاك، وسوف نسعد بعودتك لإكمال الدراسة.

حفظك الله ورعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات