الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج علاجا للرهاب الاجتماعي، فأرجو إرشادي.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الرهاب الاجتماعي كثيرا، خاصة عندما أتقدم لإمامة المصلين في المسجد كوني أحفظ القرآن، فيزداد خفقان القلب، وسرعة التنفس، ورجفة وتعرق، وأحاول تدارك ذلك.

أحيانا أتجاوز الموقف، وأحيانا أخرى لا أستطيع؛ فتظهر عليّ الأعراض بشكل محرج، وهذا يسبب لي مشكلة في الحياة، علما أني بشكل عام اجتماعي وأخالط الناس وأتحدث أمامهم، لكن المشكلة عندما يكون العدد كبيرا.

تابعت الكثير من الفيديوهات على اليوتيوب لعلاج الرهاب الاجتماعي، ربما ترفع من معنوياتي قليلاً ما دمت خارج الموقف، لكن عندما أعود لنفس الموقف تعود نفس المشكلة، أرجو الإجابة على هذا الأمر، وهل العلاج بتدريب ومهارات نفسية فقط، أو يمكن أن آخذ علاجا دوائيا؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب الاجتماعي من أكثر اضطرابات القلق نوعًا وكمًّا، ويُعاني منه كثير من الناس ممَّا يؤثر على حياتهم، وأنت واحد منهم - أخي الكريم - وعلاجه هو علاج سلوكي معرفي - أخي الكريم -، بحيث تُعطى لك جلسات قد تمتد من 15 إلى 20 جلسة، وهذه الجلسة عادة في حدود ساعة أو خمسين دقيقة، يعلَّمك المعالج مهارات معيّنة تقوم بها في يومك، وفي كل جلسة يُراجع معك ما حصل: مدى نجاحك ومدى إخفاقك، ويعطيك مزيدًا من المهارات الاجتماعية حتى تتغلب على هذا الشيء.

ونعم هناك علاجات دوائية نفسية تُساعد مع العلاج السلوكي المعرفي، ولعلَّ من أكثر الأدوية التي تستعمل في الرهاب الاجتماعي هو ما يُعرف بالـ (سيرترالين) أو (زولفت)، هو علاج للاكتئاب، ولكنّه فعّال في علاج الرهاب الاجتماعي، وجرعته خمسين مليجرامًا، تبدأ بنصف حبة يوميًا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وحتى بعد ذهاب أعراض الرهاب الاجتماعي يجب أن تستمر في تناوله لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عنه بالتدرُّج، بحيث تخفض ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف منه تمامًا، ولا غضاضة في تناوله، بل العكس هو أفيد، وهذا بإذن الله يجعلك تتحسن بسرعة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً