الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخمول وعدم التوازن والكتمة..وعلاقتها بالشيشة

السؤال

جزاكم الله كل خير.

أنا شاب، عمري 23 سنة، كنت مدخنا للشيشة الإلكترونية، لي 7 سنوات "أشيش" بزيادة يوميًا، في أحد الأيام قبل أن أنام أصبت بكتمة قوية جدًا، لدرجة أن لون أظافري صار أسود، ورحت للإسعاف وعملت تحاليل كل شيء، وكلها سليمة، ثم جاءني التهاب بالشعب الهوائية، والحمد لله الآن تعافيت، لكن جاءتني مشكلة كبيرة جدًا ولست قادرًا على العيش مثل الناس.

حالتي صارت مثل الجحيم، صار عندي خمول غير طبيعي جدًا، وعدم توازن، فقدان شهية، وتخدير في الأرجل وفي أغلب الجسم، واكتئاب غير طبيعي، وعدم تركيز، ورؤية غير واضحة أحيانًا من هذه الحالة، وصرت أخاف أن ترجع لي الحالة التي هي ضيق التنفس، الكتمة، لدرجة أني أحياناً أحس بأني نسيت أن أتنفس، ويصيبني مثل نوبة هلع، وأخاف وأظل أراقب أنفاسي؛ لأني أخاف أن أنسى أن أتنفس، كما أني أخذت أدوية مثل دواء MONTELUKAST 10 MG ونوعاً ثانياً مثله، كنت آخذ جرعتين؛ لأني كنت أحسبه للمعدة.

هل حالتي هذه؛ بسب تركي للتدخين أو بسبب مضاعفات جانبية من الأدوية؟ أم حالة نفسية؟ هل خدر الساق والأرجل من الأمام والخلف بسبب أني كنت مخطئاً في الأدوية، ولا آخذ جرعتين من نفس العلاج أم حالة نفسية؟

أنا متوقف عن الأدوية منذ 4 أيام، ولا أعلم ما هو المسبب للخمول وعدم التوازن، وفقدان الشهية! هل السبب من الأدوية أو لدي التهاب أعصاب؟ أيضاً ذهبت إلى دكتور أنف وحنجرة، وقال لي ليس بك شيء، لا أعلم ما الحل!

أرجو الرد، وإيجاد حل لأكون من الشاكرين، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

هذه الحالة التي حدثت لك في شكل كتمة قوية وما تبعها من أعراض، من وجهة نظري هي نوع من القلق الحاد الذي يسمى بنوبة الهرع، وربما تكون بسبب تناولك النيكوتين بكميات كبيرة، والذي أدى إلى ما حدث لك، وبعد أن توقفت عن التدخين -وهذا شيء محمود جداً- حدث لك هذا الخمول والشعور بعدم التوازن، هذه آثار انسحابية للنيكوتين وهي معروفة جداً، وتختفي -إن شاء الله- في ظرف أسبوع إلى 10 أيام من التوقف عن تناول النيكوتين، والخدر في الساق -الذي تحدثت عنه-، أنا أرى أن منشأه نفسي، لا يمكن أن يفسر تفسيراً عضوياً، وفحوصاتك كلها سليمة.

أنا أرى أن تركز على الرياضة؛ فالرياضة مفيدة جداً لعلاج مثل هذه الأعراض، ولا توسوس -لأن لديك وسواساً-، فأنت ذكرت شيئا طريفًا نسبياً، ذكرت أنك تنسى أن تتنفس، خوفك أن تنسى أن تتنفس، هذه وسوسة أيها الفاضل الكريم، ومرة أخرى تجاهل هذه الأعراض ولا أعتقد أنك في حاجة لأدوية -حقيقة-، قد تحتاج لدواء خفيف جداً بسيط جداً مثل عقار دوجماتيل، والذي يسمى سلبرايد، هذا سيكون مفيداً جداً في مثل الأعراض التي تعاني منها، يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة 50 مليجراماً صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم 50 مليجراماً صباحاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله، سوف يساعدك كثيراً في كل الأعراض التي تحدثت عنها، والرياضة مهمة جداً لتجديد النشاط، وإزالة الأعراض التي تعاني منها.

اجعل حياتك إيجابية، لديك الإصرار والعزيمة، والدافعية من أجل أن تعيش حياة طيبة، أنت صغير في السن، الله تعالى حباك بطاقات كثيرة فيجب أن تستغلها بالصورة المثلى، جميل جداً أنك ابتعدت عن التدخين هذا قرار ممتاز يجب أن تكافئ نفسك عليه من خلال الشعور الإيجابي، من خلال أن يكون هنالك مردود نفسي إيجابي على حياتك كلها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً