الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التوقف التدريجي عن دواء سيبرالكس؟

السؤال

السلام عليكم.

أتناول دواء سيبرالكس ١٠ مليجرام، بجرعة ١٠ ملي منذ ٥ سنوات، والآن أريد إيقافه بالتدريج، ولقد بدأت بالفعل بتناول جرعة ١٠ ملي يومًا بعد يوم، وقد أكملت شهرًا على هذه الطريقة التي لم يصفها لي طبيب، وكنت أنوي البدء في تناول جرعة ١٠ كل يومين، وهكذا حتى التوقف التام.

فكيف يمكنني استكمال الفترة بنجاح دون التعرض لأية أعراض انسحابية حتى التوقف التام بأمان؟ وهل أستمر على هذه الطريقة أم أن هناك طريقة أخرى أفضل تنصحونني بها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالطريقة الصحيحة للتوقف من السيبرالكس هي التدرج، وجرعتك حقيقة ليست الجرعة العالية المزعجة، الآثار الجانبية الانسحابية تحدث في حالة التوقف المفاجئ خاصة للجرعات الكبيرة، أنت الآن بدأت بتناول الدواء يوما بعد يوم، وهذه ليست طريقة سيئة لكنها ليست المثالية، الطريقة المثالية هي أن يتناول الإنسان جرعة السيبرالكس يومياً لكن بجرعة منخفضة، والسبب في ذلك أن الدواء لديه عمر يسمى بالعمر النصفي، والسيبرالكس نسبة لعدم وجود إفرازات كيمائية ثانوية فيعتبر عمره النصفي قصيراً؛ لذا قد تظهر الآثار الانسحابية إذا لم يتناول الإنسان الدواء خلال 24 إلى 48 ساعة.

الآن أنت انتهجت الطريقة غير المثالية، لكن يظهر أن الأمور -الحمد لله تعالى- جيدة معك، وأقول لك من الآن وبعد أن أكملت فترة شهر على جرعة عشرة مليجرام يومًا بعد يومٍ: ابدأ في تناول الدواء بجرعة خمسة مليجرام يوميًا، وهذه سوف تحلّ إشكالية قِصر العمر النصفي للدواء، استمر على جرعة الخمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم اجعلها خمسة مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ أيضًا، هذه المدة ليست طويلة، وطريقة التوقف عن الدواء طريقة متأنية جدًّا؛ لأنك سوف تتعرَّض من خلالها للآثار الانسحابية الجسدية، أو الآثار الانسحابية النفسية.

كثِّف من ممارسة الرياضة في هذه المرحلة، وكل أنشطتك السلوكية والاجتماعية يجب أيضًا أن تكون في أفضل حالاتها، لأن هذه هي الطريقة الجيدة للتعويض عن افتقاد الدواء.

وإذا شعرت أو أحسست -خلال فترة الثلاثة أشهر القادمة- بأي قلق أو توتر زائد يمكن أن تتناول عقار (دوجماتيل/سلبرايد) بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوع مثلاً، ثم تتوقف عن تناوله.

السلبرايد دواء جيد لتغطية الآثار الانسحابية البسيطة إن ظهرتْ عند الإنسان، لكن أعتقد ما دام لديك الدافعية والقصد والعزم للتوقف عن الدواء هذا في حدِّ ذاته يُعتبر آلية ومكوّنًا نفسيًا كبيرًا لتجاوز أي آثارٍ انسحابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً