الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطأ إرجاع الفشل في الحياة إلى تربية الوالدين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يُفسر الفشل في الحياة بخلل في التربية، أو وجود نقص في وعي الوالدين أو أحدهما بدوره؟ هل هذا هروب من المسئولية، خصوصاً عندما يكون المشتكي شاباً راشداً؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ المهتدية بإذن الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يبارك في الأعمار، ويحسن الأعمال، وأن يلهمنا السداد والرشاد!

فإن العاقل لا يُعلِّق أسباب الفشل على الآخرين ويُعفي نفسه من التقصير، ولكن الناجح يجعل تجربة الفشل هي اللبنة الأولى في طريق النجاح، فإن البصائر كثيراً ما تتفتح من خلال الأخطاء، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين.

وأرجو أن تتذكر أن كثيراً من الناجحين من المسلمين والكافرين كانوا فاشلين في بداية حياتهم، بل فيهم من فُصل من المدرسة لبلاهته كما حصل "لأديسون" الذي طرق أبواب الحياة العملية بعد طرده، فترك أعداداً كبيرةً جداً من المخترعات المفيدة، وقد استفاد الكسائي من نملة كررت المحاولات ثم تمكنت من الصعود.

ومن لطيف الإشارات في كتاب الله ما ورد من خبر الصحابة الأبرار الذين قال بعضهم بعد تأخر النصر في معركة أحد: (( أَنَّى هَذَا ))[آل عمران:165]، كيف حصل هذا لنا؟ فرد عليهم رب العزة والجلال: (( قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ))[آل عمران:165]، وهكذا ينبغي للمسلم أن يكون دائم المراجعة لنفسه، كثير الاتهام لها، سيئ الظن بها، ولكن بالشيء المعقول، وبهذا المنهج يستطيع أن يصوّب الأخطاء، وأن يصعد سلم العلياء.

ولا شك أن ضعف التربية يؤثر، وكذلك تقصير الوالدين في القيام بدورهما، لكن الأمر بيد الله، فكم من إنسانٍ ناجح خرج من بيئة فاشلة، وكم من إنسانٍ فاسد خرج من بيتٍ فيه أخيار، وصدق الله: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ))[القصص:56].

ولذلك فإن الواجب علينا أن نفعل ما نستطيع ثم نتوكل على القوي السميع، وإذا بلغ الشاب مبلغ الرجال، وعرف الخطأ والصواب، وأدرك ما عليه أهل العقول والألباب، فلا عذر له في التمادي في الفشل، والإصرار على البطالة والكسل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً