الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤثر دواء باروكسيتين على الجنين؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أتناول دواء باروكسيتين منذ فترة طويلة، تقريبا 8 سنوات وحتى الآن وأنا متزوجة أتناوله لكن نصف حبة في اليوم.

سؤالي: هل يؤثر هذا الدواء على الرغبة الجنسية؟ لأني ليس لدي رغبة جنسية أم أنه بسبب الاكتئاب؟ وهل إذا أردت الحمل هل يؤثر هذا الدواء على الجنين؟ وأريد أن أتوقف عن الدواء تدريجيا حاولت مرارا، لكن لم أستطع فكيف لي أن أوقفه؟

شكرا وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nesrine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، الباروكستين دواء رائع جداً لعلاج الاكتئاب والقلق والتوترات والمخاوف والوسوسة، لكنه أيضاً دواء سيء وسخيف جداً فيما يتعلق بالآثار الانسحابية عند التوقف، وليس دواءً إدمانيا، لكن انقطاعه يسبب آثارا انسحابية نسبة لتعلق الإنسان به، ونسبة لبعض مكوناته الكيميائية.

الدواء عموماً ليس خطيرا في فترة الحمل، وإن كنا لا ننصح بتناول أي دواء في فترة تكوين الأجنة، وهي فترة الأربعة أشهر الأولى من الحمل، إلا إذا كان الإنسان مضطراً، وإذا كان هنالك حاجة لدواء يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب.

أنا أرى أن أفضل طريقة لك للتوقف عن الدواء هي تكثيف البدائل العلاجية، مثل ممارسة الرياضة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، تطبيق تمارين استرخائية، ضرورة حسن إدارة الوقت، عدم ترك مجال للفراغ، النوم الليلي المبكر، التغذية المتوازنة، الصلات الاجتماعية الرزينة والجيدة، الحرص على الصلوات في وقتها، وتلاوة القرآن، والدعاء والأذكار، وأن يكون لك مشروع مستقبلي تطوري لنفسك ولذاتك، هذه أيتها الفاضلة الكريمة تملأ الفراغات النفسية التي كثيراً ما تهيمن على حياة الناس ويملؤونها بالأدوية.

الأدوية حقيقة أمر غير منصوح به في كثير من الحالات، والإنسان حتى يؤهل نفسه ويطورها يجب أن يحرك ويسخر آلياته النفسية والاجتماعية والطاقات المخزونة التي حبانا الله بها.

ارجع مرة أخرى لموضوع التخلص من الباروكستين، هذا ممكن وممكن جداً، وهنالك طريقة يمكن أن تنتهجيها وهي أن تتناولين ربع حبة يومياً لمدة شهر، ثم ربع حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم ربع حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، وبعض الناس يشتكون أن الحبة لا يمكن أن تقسم إلى أربع، لكن أعتقد أن هذا ليس صعباً، والطريقة الثانية هو أن تبدئين في تناول البروزاك، البروزاك دواء تقريباً له نفس فاعلية الباروكستين بدرجة كبيرة، ويتميز البروزاك أنه لا يسبب آثارا انسحابية؛ لأنه يتميز بوجود إفراز ثانوي يسمى نورفلكستين، وهذا يجعل الدواء يظل في دم الإنسان لمدة 8 أيام بعد انقطاعه، لذا لا تحدث أي آثار انسحابية.

فيمكنك إذاً تناول نصف حبة من الباروكستين، وتبدئين في تناول البروزاك في نفس الوقت، وبجرعة كبسولة واحدة 20 مليجرام يومياً، وبعد أسبوع من تناول البروزاك والباروكستين مع بعضهما البعض، اجعلي جرعة الباروكستين نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة 21 يوماً أي ثلاثة أسابيع، وتوقفي بعد ذلك تماماً عن الباروكستين واستمري على البروزاك لمدة شهر بعد التوقف التام من الباروكستين، ثم اجعلي جرعة البروزاك كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

أؤكد لك مرة أخرى أن هذه الطريقة طريقة فعالة جداً، وأنا أطبقها مع كثير من مرضاي، وقد وجدناها فاعله، وحتى الطريقة الأولى أيضاً فاعلة، لكن الطريقة الثانية قد تكون أفضل، علماً بأن البروزاك سليم نسبياً في فترة الحمل، هذا هو الذي أنصحك به.

أسأل الله تعالى لك الشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً