الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف أتعبني كثيرا وسبب لي القلق والاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حاولت كثيرًا إرسال استشارتي ولكن لم أستطع، فلدي استشارة، وفضلا منكم تقبلها والإجابة عليها، ولكم جزيل الشكر والعرفان.

قبل 3 أشهر أصبت بحالة من الخوف من الموت بعد موت عمي -رحمه الله-، ليس خوفا من الموت فقط بل من كل شيء، من الخروج من المنزل، ومن السفر، وعلى بناتي، ومن أخبار الموت، ولا أحب سماعها، ولا أستطيع أداء أعمالي المنزلية إلا بالقوة، وأشعر بأن أعصابي مشدودة جداً، وفقدت شهيتي للأكل تماما، ولم أستطع تحضير الطعام لفقد الشهية، وأنا من قبل وزني ضعيف وزاد ضعفاً.

أصبحت أشك في زوجي أكثر لأنني في بداية زواجنا اكتشفت العديد من الخيانات، مع أن زوجي تاب وعاد أفضل من السابق، ولكن زاد الشك عندي وازدادت عصبيتي، ولدي أفكار كثيرة عن الموت بأن أجلي قريب، وأن أي شيء أفعله الآن هو الأخير ( أي آخر مرة).

وأيضا أصبت بالأرق، فأنا لا أنام ليلاً جيداً، ودوخة غريبة كأني أفقد توازني حين أمشي وأتمم عملي، عملت تحليلاً للدم والهرمونات -الحمد الله- لم يكن لدي أنيميا، ولكن هناك نقصا شديداً في فيتامين (د)، وأخذت حبوباً، وبعدها قررت أن أتجاهل الأفكار، وكنت أحاول فبدأت معي أعراض أخرى وهي: أنني أصاب بحزن شديد في الصباح وأحاول بكل قوة إتمام مهامي.

ملاحظة: في الفترة التي توفي فيها عمي حصلت مشادة بيني وبين أم زوجي فخفت وتوترت كثيراً؛ لأن زوجي سيعلم وتتوتر علاقتنا أكثر لأنه سبق وحدث ذلك.

أيضاً حصلت على نتيجة اختبار وظيفي وكنت رسبت فيه، وهذه أول مرة أرسب فيها، فقد شعرت بصدمة قوية وتعبت بعدها، وحصلت الأعراض السابقة، وكانت وقت الدورة الشهرية، وبعد ذلك قررت أن أرقي نفسي يومياً، وأستمر بقراءة سورة البقرة يوميا أو كل ثلاثة أيام بنية الشفاء، وأن أقرأ أذكاري ولا أتكاسل فيها أبداً، وأشرب من ماء زمزم، وأصبح بأكل تمرات.

علماً بأني محافظة على صلواتي -والحمد الله-، شيئاً فشيئاً تحسنت حالتي كثيراً، وبدأت تختفي الدوخة قليلاً إلى أن انتهت، وقد انشغلت بتحضير اختبار الوظيفة مرة أخرى، ولكن عادت الدورة الشهرية مرة أخرى، وبدأت أشعر بالدوخة (عندي مشكلة في الدورة الشهرية فهي غير منتظمة، وتأتي كل 17 أو 18 يوماً، وعملت عدة تحاليل، وكلها طبيعية كما ذكرت الطبيبة، ولكن ما أشعر به غير طبيعي، فأنا مركبة لولباً نحاسياً).

قبل أسبوع سافرت إلى أهلي فأنا أسكن في مدينة مختلفة عن المدينة التي تسكن فيها عائلتي وعائلة زوجي، وعندما عدت رجعت الأعراض السابقة، والخوف عاد أشد من قبل، وأشعر بالعطش كثيرا، وأصبح لدي هوس وحزن بسبب نحافتي، فأصبحت أشعر بالضيق في المنزل، ولا رغبة لي بترتيبه وأداء المهام المنزلية من طبخ وغسيل، وأريد تغيره، وبالإضافة إلى ظهور رغبة شديدة لدي باشتهاء التراب والرماد والفحم، وأصبحت أنام كثيرا بعكس المرة السابقة، فهل أنا مصابة بالاكتئاب أم ماذا؟ أريد تشخيصاً لحالتي، وما العلاج لها؟ لأنني أشعر بأنني غير طبيعية أبداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدأت الأعراض عندك في البداية كأعراض قلق وخوف، خوف من الموت، وتوتر، وتشاؤم، كل هذه أعراض قلق، ولكن تحولت في الفترة الأخيرة إلى أعراض اكتئاب نفسي، النوم الكثير، الحزن الشديد، عدم الرغبة في الخروج ومقابلة الناس، كل هذه هي أعراض اكتئاب نفسي، ولا أدري هل اختلال الدورة الشهرية له علاقة بالاكتئاب أم لا، المهم طبعًا يجب أن تراجعي أخصائية نساء وولادة في هذا الشأن، ولكن أحيانًا الاكتئاب النفسي قد يؤثّر على الدورة الشهرية.

على أي حال: تحتاجين إلى علاج - أختي الكريمة - وأفضل العلاجات هي مضادات الاكتئاب من فصيلة الـ SSRIS، وأفضلها دواء الـ (فلوكستين/البروزاك) لأنك صِرت تنامين كثيرًا، وهذا الدواء يؤثّر على النوم. وأيضًا تحتاجين إلى علاج نفسي سلوكي معرفي، وعلاج نفسي دعمي، ويُفضّل أن يتم كل هذا تحت إشراف طبيب نفسي.

استصحبي ما ذكرناه لك من نصائح وما اقترحناه من دواء، ولكن يجب أن يكون تحت الإشراف الطبيب النفسي، وهو الذي يصفه ويصرفه لك إذا وافق عليه، أو يختار لك دواء آخر، وتتابعين معه حتى تتحسّن الأعراض ويذهب الاكتئاب عنك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً