الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور مؤلم في القلب ناتج عن فكرة!

السؤال

السلام عليكم

منذ شهر جاءني شعور لا أعلم ما هو، وكيف أتى، وما سببه؟ فصرت أفكر أنني أكره شخصا، ولكن هذا الشخص أنا أحبه كثيراً ولا أريد أن أكرهه، فماذ أفعل كي يذهب هذا الشعور؟

كلما فكرت فيه يؤلمني قلبي، أتوقع أنه من المستحيل أن الشخص يكره شخصاً رغماً عنه، وأنا قرأت وبحثت في الإنترنت كثيراً ولم أجد الإجابة، أو أنني أقتنع بالإجابة، فما هو هذا الشيء الذي أعاني منه؟

أنا قرأت أنه الحب والكراهية بنفس الوقت لنفس الشخص عنصران أساسيان في العلاقات ولكن لا أعلم فأنا خائفة ولا أريد الكراهية، وصرت أبكي وأدعو الله أن لا يكرهني فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذه المشاعر المتناقضة أمر طبيعي في مثل عمرك، أنت في مرحلة التغيرات الكبرى في الحياة، مرحلة النمو الوجداني والفسيولوجي والتغيرات العاطفية والنفسية حتى مشاكل الهوية والانتماء هذه معروفة في هذه المرحلة، تساؤلات كثيرة جداً على مستوى العقل الباطني والعقل الظاهري ما هو الصحيح؟

هل هذا الشيء أم ذاك الشيء، من هو الذي على خطأ، من أحب، من أكرهه وهكذا، هذه الأمور معروفة جداً في هذه المرحلة، لكن الإنسان بفصاحته وبما حباه الله تعالى به من بصائر ونعمة العقل نستطيع أن نفلتر ونصفي أفكارنا ومشاعرنا، فنرفض ما هو سلبي كالكراهية مثلاً ونقبل ما هو إيجابي كالحب، كالتقدير، كالاحترام هذه سمات عظيمة جداً، فأرجو أن تتجاهلي العنصر السلبي في مشاعرك وتركزي على العنصر الإيجابي.

كما أن الإكثار من الاستغفار وأن تستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم هذا سيساعدك كثيراً، وأحسب أنك حريصة جداً على الصلاة في وقتها، أريد أن أنصحك بأن تكثفي جهدك من أجل الأنشطة الأسرية، وأن تكوني بارة بوالديك، وأنت ذكرت أنه لا توجد وظيفة، الوظيفة لا بد أن تكوني في الدراسة، لا بد أن تكوني طالبة، فاجتهدي في دراستك وأسأل الله تعالى أن يوفقك، وضعي لنفسك مشاريع حياتية، ما هو الذي تحبين أن تقومي به، قطعاً أن تكملي دراستك، الزواج، يمكن العمل المناسب، خططي أيضاً لأن تحفظي مثلاً أجزاء من القرآن الكريم، ضعي هذه المشاريع العظيمة نصب عينيك، وسيتم تماماً استبدال الفكر السلبي ويتحول إلى فكر إيجابي.

الرياضة مهمة مهمة جداً في مثل عمرك، أي رياضة جيدة وسليمة وتناسب الفتاة المسلمة يجب أن تمارسيها لأن الرياضة تجعل الإنسان أحسن تركيزاً، أفضل استبصاراً، وترفع من درجة كفاءته النفسية بصورة ممتازة جداً، كما أن تمارين الاسترخاء نحن دائماً نوصي بها لأنها بالفعل مفيدة وعلى ضوء ذلك أنصحك بأن ترجعي إلى استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015) وستجدين فيها بعض التوجيهات الإرشادية حول تمارين الاسترخاء وكيف تطبيقها.

بارك الله فيك، واسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً