الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العلاج السلوكي للمخاوف الوسواسية والخوف من المجهول؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة جامعية، عمري 20 سنة، منذ 2012 يعني في عمر 12 سنة أتتني مخاوف ولكنها تختفي كل مرة، يعني تأتي فترة وتختفي، في الفترة الأخيرة للحجز الصحي أتتني بصورة واضحة مع أن وقت الدراسة كنت مشغولة ولا تأتي هذه الأفكار، حيث هي الخوف من المجهول، توقع حدوث شيء يخيفني، الخوف من أن أرتكب شيء ما، ولكن هذا كله في السنوات الفائتة لم يكن يؤثر على نومي، الآن 4 أيام أنام وأصحى مع الفجر تماما، وأحس بخوف أنني لا يمكنني أن أنام، وأصاب بالقلق ولا أنام إلا بعد ساعة أو أكثر، ولكن تراودني أحلام لأصحى بعد ساعة، وأنام وأصحى بعد ساعة .. وهكذا!

لست مرتاحة! مع العلم أنا لم أكن أصلي ولا أقوم بأذكار الصباح والمساء إلا عندما تأتيني هذه الحالة، وكنت أصلي الفترة هذه كثيراً ولكن جاءني عذر الآن ولم أتمكن من الصلاة، كل ما آتي لأنام أحس أنني لن أنم بشكل كافٍ وهذا ما يحدث.

أشغالي اليومية: أحاول أن أضحك وأنسجم مع العائلة ولكن كل مرة أفعل ذلك يوسوس لي الشيطان أنك لن تكوني بخير؛ مما يجعلني أفقد لذة تلك اللحظات، وأجلس أبكي!

أريد حلا لحالتي يا دكتور، خفت أن أقول لعائلتي أنني أريد دكتورا نفسيا، لأنهم ربما لن يصدقوا حالتي، بالرغم أن أبي وأمي دكاترة، ولا أعتقد أنني أستطيع أن آخذ دواء إلا بعلمهم، فهل يوجد حل سلوكي لحالتي؟ وماذا أفعل كي أستطيع النوم كما كنت؟ للعلم أنني كنت أنام في الماضي حتى مع الوسواس اليومي الملازم لي، أرجو الرد، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، حالتك بسيطة، وأنت كما تفضلت لديك قلق مخاوف ذو طابع وسواسي وقطعاً موضوع الحجر الصحي حدث كبير، كثير من الذين يعانون من أمراض القلق والتوتر والمخاوف الوسواسية تأثروا به أكثر من غيرهم، وأنا أقول لك أن الإنسان يمكن أن يتكيف ويمكن أن يتوائم مع ظروفه، والمطلوب منك هو التوائم والتكيف مع هذا الظرف الذي يمر به العالم الآن، فلا تضخمي من قضية المخاوف ولا تضخمي الوسوسة أبداً، حاولي أن تتجاهلي هذه المخاوف تماماً، وأن تستفيدي من وقتك.

وأنا أعتقد أن فترة الحجر الصحي هذه يمكن للإنسان أن يستفيد منها كثيراً، القراءة، الاطلاع، دخول في برنامج لحفظ شيء من القرآن الكريم، زيادة المعارف هنا وهناك، الجلوس مع الأسرة، في أمور كثيرة جداً للإنسان أن يقضيها، فالمهم جداً أن تقومي بوضع خارطة زمنية لتديرين من خلالها وقتك هذا مهم جداً، وممارسة الرياضة داخل المنزل يجب أن تكون أمراً يستحوذ بقدر طيب من الوقت ساعة على الأقل، التمارين الاسترخائية، اطلعي على أي برنامج للتمارين الاسترخائية، حيث أنه توجد برامج كثيرة جداً في اليوتيوب وطبقي هذه البرامج هذا كله سوف يساعدك في إزالة القلق والتوتر ومن ثم يتحسن نومك، فهذه نصائحي لك.

وأنا حقيقة في هذه الفترة أنصح الناس بتناول شيء من الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ولكن ما دام أسرتك لم تتقبل هذا الأمر، فطبقي ما ذكرته لك من إرشاد سلوكي واجتماعي، ويتلخص في حسن إدارة الوقت، ممارسة الرياضة، تطبيق تمارين استرخائية، يضاف إلى ذلك عدم النوم مطلقاً في أثناء النهار، عدم تناول الشاي والقهوة وكل الميقظات بعد الساعة الرابعة مساء، إن شاء الله على ضوء ذلك، ومع الحرص التام على أذكار النوم أعتقد أنك سوف تنامين نوماً جيداً، وأريدك حقيقة أن تحسنين إدارة الوقت، وقومي بمشروع نسميه مشروع الحياة، مشروع بسيط جداً، أن تحفظي مثلاً ثلاثة إلى أربعة أجزاء من القرآن خلال هذه الفترة، وبعد أن ينتهي هذا الحجز الصحي تقومين بجرد إنجازاتك وقطعاً حين تجدين أنك قمتي بإنجازات، كم كتاب قراءتي، كم من القرآن قد حفظتي، قطعاً سيعود عليك بعائد إيجابي كبير جداً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً