الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعاني منه قلق ووسواس؟

السؤال

السلام عليكم.

ذات يوم حصل لي خدر في يدي اليسرى، وقرأت أنها إحدى أسباب السكتة القلبية، فخفت ولم أستطع النوم، وفي الصباح لم أستطع التنفس جيدا، فذهبت لطبيب، وعملت تصوير إيكو وتخطيطا للقلب، وكانت النتيجة سليمة، وأخبرني أنه شد عضلي، ومنذ ذلك الوقت أعاني من أعراض مختلفة، وذهبت لطبيب الأعصاب مرتين، وفي كل مرة يعطيني فتامينات، ومرة أصيبت يدي اليسرى بالخدر والضعف طوال اليوم وخدر في بعض الأصابع ونغز في أجزاء مختلفة من الصدر وفي الجانب الأيسر، وأحيانا أمام الأذن، وبرودة في القدمين وتجشؤ، وفي الليل أشعر بثقل في الصدر من ناحية الوسط.

ذهبت لطبيب باطني، وعمل فحوصات لفتامين D، والنتيجة كانت ١٩ والروماتزيم ٣٢٠، وأعطاني فتامين D 50000 كل أسبوع، وإبرة كل ٢١ يوما، وطلب مني الرجوع، وعندما رجعت بعد شهرين كان ما يزال لدي خدر في بعض الأصابع، ولكن خفت الحالة كثيرا، وعندما رجعت، وفعلت فحص للروماتزم، لم يخف، وبعض الحالات ما زالت مستمرة، وأخبرني الطبيب أنه بسبب الأعصاب، ووصف لي الأوميجا.

مر شهران منذ زيارة الطبيب، وقرأت أنه ربما يكون بسبب القلق والوسواس، أخاف من النوم، ولا أعرف سبب حالتي، ولا أرغب في زيارة الطبيب، ولا أخذ الأدوية، وأتمنى منكم المساعدة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

قطعاً الجانب النفسي واضح جداً في حالتك، أنت قمت بإجراء كل الفحوصات وكل الأمور جيدة، ويعرف أن الناس تتخوف كثيراً من أمراض القلب والذبحات القلبية، وبالفعل بعض حالات الذبحات القلبية تبدأ بألم في منتصف الصدر ثم ينتقل هذا الألم إلى الكتف، بعد ذلك يكون مركزا على اليد اليسرى، وهذا يحدث بالفعل في ضيق شرايين القلب لبعض الناس، ومن ثم بدأ الناس يتوهمون، كل من يأتيه انشداد عضلي أو شيء من هذا القبيل يتوهم أن أي ألم سوف يحدث له أو خدر في يده اليسرى سوف يكون دليلاً على مرض القلب، فهذا النوع من التماهي أدى إلى الوسوسة والشكوك وللتوهمات المرضية.

أعتقد أن حالتك هي في الأصل نوع من القلق النفسي، وربما يكون لديك ضغط بسيط على الأعصاب هذا قد يحدث في بعض الأحيان ويؤدي إلى هذا الشعور بالخدر، وهذا حقيقة لا يشخص إلا من خلال إجراء رسم لمسار الأعصاب في اليد، لكن ليس من الضروري أن تبحث عن هذا الفحص إذا لم يكن متيسرا وسهلاً، أنت الآن حالتك متحسنة، عوض فيتامين ( د )، وأنصحك أن تمارس رياضة، وعلاجا طبيعيا بالنسبة لليد اليسرى، وتدرب أيضاً على تمارين التنفس الاسترخائية، وأنت مستلقي على الفراش تتأمل في شيء جميل، تضع يدك على صدرك ثم تأخذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف وأنت مغمض العينين، هذا الشهيق يجب أن يستغرق 7 إلى 8 ثوان، بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة 4 إلى 5 ثوان، ليحدث إشباع بالأوكسجين للجسم كله، ثم بعد ذلك أخرج الهواء أي الزفير عن طريق الفم وببطء وقوة وأيضاً لمدة 7 إلى 8 ثوان، كرر هذا التمرين من 5 إلى 6 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء قبل النوم، قبل أذكار النوم، حاول أن تطبقه وأعتقد أنه سوف يساعدك كثيراً.

بعد ذلك لا مانع من أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة جداً، عقار مثل دوجماتيل والذي يسمى سلبرايد أعتقد أنه سوف يفيدك كثيراً وليس إدمانيا أبداً، تبدأ بـ 50 مليجراما كبسولة واحدة في الصباح لمدة 7 أيام، ثم تجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة صباحاً لمدة شهراً آخر ثم تتوقف عن تناوله، وإن لم تجده سيكون بديله عقار مويتيفال تأخذه بنفس الكيفية، وإذا لم تجد المويتيفال أو الدوجماتيل سيكون البديل عقارا يسمى فلوبنتكسول نصف مليجرام تتناوله بنفس الكيفية التي وصفنا بها السلبرايد، هذه نصيحتي لك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً