الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بتغيير التخصص الجامعي ولكني متردد

السؤال

السلام عليكم..

تخصصي هندسة كهربائية، لم تكن رغبتي، لكني دخلتها فقط من أجل أهلي، وقد حاولت أن أحب التخصص، ولكني سئمت ولم أستطع بسبب قلقي وفشلي، المهم أني تخطيت الفصل الأول، ولكني رسبت في الفصل الثاني، وأخذت فصلا صيفيا، ولم أستطع أن أستمر، ولما جاء الفصل الثاني كنت مستعدا له وبقوة، وبعد 3 أسابيع أصابني كسل وتهاون في المذاكرة، حتى أني كرهت بعض المواد التي أدرسها، والنتيجة أني سحبت مادة، ورسبت في مادة، ولم أنجح سوى في مادتين، وأنا لم أدرس مواد التخصص (الكهرباء) حتى الآن!

أريد أن أغير تخصصي وأخرج من هذا الكابوس، لكني أخاف من كفران النعمة؛ فالتخصص له مستقبل عظيم وأنا لست له.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يجلب لك التفوق، ويحقق لنا ولك في طاعته السعادة والآمال.

أرجو أن تدرك أن المعالي تحتاج إلى جهود، فلا شهد دون إبر النحل، والذي يطلب العلياء لا بد أن يبذل في سبيلها، ولذلك أرجو أن تعقد العزم وتتعوذ بالله من شيطان يحاول أن يثبطك وأن يوصلك إلى اليأس، واعلم أن الذي أوصلك إلى هذه المرحلة قادر على أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب، والمسألة تحتاج منك إلى الآتي:

أولاً: اللجوء إلى الله تبارك وتعالى.

ثانياً: تحديد جدول للمذاكرة.

ثالثاً: مصاحبة الأخيار الفضلاء يعينك على أمر الدراسة.

رابعاً: المزيد من التواصل مع المعلمين والأساتذة حتى يصبح الصعب عليك سهلاً، كذلك طلب الدعاء من الوالدين، الحرص على الطاعة لله تبارك وتعالى، أيضاً إدراك حقيقة هذه الحياة وأن هذا الأمر يحتاج إلى مجهود، واضح أنك عندما عقدت العزم استطعت أن تقبل بروح جديدة على الدراسة وعلى المواد الدراسية، وأيضاً كن في تواصل مع من سبقك مع الأساتذة، لا تقدم على خطوة إلا بعد أن تشاور أهلك وتطلب معونتهم وتشجيعهم حتى لا يتفاجؤون بعد ذلك أيضاً بأنك تصرفت من ورائهم فتتعقد هذه المسائل.

وأرجو أن تعلم أن الكثيرين مثلك يواجهون صعوبات في البدايات، لكنهم نجحوا وتفوقوا في النهايات، فالصعوبات التي تواجه الإنسان في الدراسة محتاجة للمزيد من المجهود، للمزيد من تنظيم الوقت، وليس هناك شيء صعب على هذا الإنسان، فالإنسان عنده قدرة على الفهم، قدرة على الاستيعاب، وأنت لم تتأهل للدخول هذه الكليات، ولم تقبل بها إلا لأنك أيضاً أهل للدخول إليها حسب أنظمة الجامعات التي تراعي مؤهلات من يدخلون إلى الكليات المعينة، فقط أنت بحاجة إلى أن تجدد العزم وتستعين بالله تبارك وتعالى وتتوكل عليه، وأعلم أن التوكل يكون أولاً بالتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، ثم ببذل الأسباب.

نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال في تغيير التخصص، وكذلك لا نؤيد السكوت وإخفاء هذه المعاناة عن إخوانك الذين يكبرونك سناً، عن أساتذتك من أجل أن تجد إرشادهم، أيضاً ندعوك أن تتجنب فعل خطوة دون علم الأهل ودون مشاورتهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

اعلم أن للنجاح مفاتيح منها: الحرص على تقوى الله ومراقبته؛ فإن المعاصي تزيل النعم، كما قال ابن مسعود (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم)، فكن مع الله واحرص على طاعته، واستعن بالله تبارك وتعالى وأكثر من الاستغفار، وابذل أسباب النجاح ثم أبشر بالتوفيق والفلاح من الله تبارك وتعالى.. نسأل الله أن يعينك على الخير ونتمنى أن نسمع عنك كل الخير، ومرحبا بك في موقعك في أي وقت.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً