الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرد على أسئلة ابنتي المحرجة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي طفلة عمرها أربع سنوات، وأنا الآن حامل في ولد بالشهر التاسع، ودائما تسألني عن أخيها كيف سيكون شكله، حيث أنها رأت العضو الذكري لابن عمتها ووالدته تغير له، عمره 3 سنوات، ومن لحظتها وتسألني هل أخي سيكون مثل ابن عمتي! أنا أريده أن يكون مثلي، فجاوبتها أنت أنثى ولكن هو ذكر وسيكون مختلفا، فنفرت وقالت: أنا لا أريد الذكر أنا أريده أن يكون مثلي ليس كابن عمتي، ما المفروض علي أن أجيبها؟ وحين ألد سترى أخاها وأنا أغير له وهكذا، ما هو التصرف الصحيح حينها؟ لأن عندها أسئلة كثيرة وفضولا ولا أعرف الإجابة الصحيحة، وكيف أتعامل معها من هذه الناحية بشكل عام؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Esraa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -يا ابنتي- إن الفضول عند الأطفال يدفعهم للاستفسار عن كثير من الأشياء حولهم، بما في ذلك بعض الأمور الخاصة بالحمل والولادة، وبالجهاز التناسلي، وبالطبع مثل هذه المواضيع يجدها أغلب الأهل محرجة لهم، وقد ينهرون أطفالهم أو يتفادون الإجابة على تساؤلاتهم، وهذا خطأ كبير؛ لأن الفضول عند الطفل هو الطريقة التي تعرّفه على محيطه، وهو من الأشياء التي تساعد على نموه العقلي، وكقاعدة عامة: عندما يقوم الطفل بالاستفسار أو السؤال عن شيء ما، فهذا يعني بأن ذهنه جاهز ومستعد لفهم الإجابة، ولذلك يجب إجابته، وبالطبع يجب أن تكون الإجابة مبسطة وتتناسب مع عمر الطفل، هنا سيشعر هذا الطفل بالأمان في محيطه وسيتعلم بأنه سيحصل على إجابات لتساؤلاته من مصدر قريب وموثوق له، وهم الأهل، فلا يلجأ بعد ذلك للآخرين خارج المنزل.

بالنسبة لطفلتك: كونها طرحت عليك مثل هذا الاستفسار من الآن فلا داعي للانتظار إلى ما بعد الولادة، بل يمكنك توضيح الأمر لها الآن، ويمكنك القول لها: إن هنالك اختلافا بين البنات والأولاد في هذه المنطقة (المنطقة التناسلية) حتى يمكننا تمييز الذكر عن الأنثى عند الولادة، فهذه المنطقة التناسلية عند كل أنثى تشبه ما عندك أنت لأنك أنثى، أما الذكور فالمنطقة التناسلية عندهم تشبه ما عند ابن عمك لأنه ذكر، ونحن لسنا من نختار جنس الجنين في بطن أمه، والله -عز وجل- هو الذي يختار ذلك حتى يبقى عدد الأولاد والبنات متساوياً، هذه المرة سألد ذكرا إن شاء الله، لكن قد يشاء الله -جل وعلا- في المرة القادمة أن ألد أنثى، وهكذا.

وإذا كررت السؤال أو الاستفسار ثانية، قومي بتكرار نفس الإجابة المبسطة لها، ومن دون تغيير، وبلهجة ودية، ومن دون حرج، وكأنها تسألك لأول مرة، فتتعلم ابنتك بذلك أن تثق بكلامك، لأن إجابتك ثابتة وأنك مستعدة لتكرارها، هنا ستكبر ابنتك ونظرتها إلى هذه المنطقة من جسدها نظرة طبيعية غير معقدة، وبنفس الوقت أنصحك أن تستغلي مثل هذه الأسئلة والمواقف من ابنتك لتؤكدي لها على أن هذه المنطقة الخاصة من جسدها لا يجوز أن يطلع عليها أو يلمسها أحد، وأن الكشف عليها يجب أن لا يتم إلا أمام أناس محددين، هم: الأم والطبيبة فقط.

أسأل الله -عز وجل- أن يتم لك الحمل على خير، وأن يحفظ لك طفلتك الجميلة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات