الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من وساوس الشيطان؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على جهودكم في هذا الموقع، ووفقكم الله.

أحياناً تنتابني أفكار غير جيدة فيما يتعلق بالأمور الدينية، وتكون بغير إرادتي، ويوسوس لي الشيطان بأنها بإرادتي، وأني سوف أحاسب عليها، فكيف أتخلص من هذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

أحسنت وأصبت حين قلت يوسوس لي الشيطان بأن هذه الأفكار بإرادتي، فهذه الوساوس من الشيطان، وهو حريص على أن يكدر عليك عيشك، وينفرك من دينك، ويدخل الحزن إلى قلبك، فلا تلتفي لهذه الوساوس، قال الله سبحانه وتعالى:( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا)، فهو حريص على إدخال الحزن إلى قلب المؤمن بشتى الوسائل، وحريص كذلك على صده عن سلوك الطريق الذي يوصله إلى مرضاة الله تعالى وجنته، كما قال عليه الصلاة والسلام:" إن الشيطان قعد لابن آدم في أطرقه كلها".

وهو إنما يلجأ إلى الوساوس حين يجد المؤمن محباً لدينه، حريصاً عليه، وهذا ظنناً فيك -أيتها البنت الكريمة-، فإن انزعاجك من هذه الأفكار وتضايقك منها ووصفها بأنها أفكار غير جيدة كل ذلك يدل على وجود الإيمان في قلبك، إذا لولا وجود هذا الإيمان في القلب لما شعرت بهذا النفور من هذه الوساوس، فهذه الوساوس ضداً ونقيضاً لما هو موجود في قلبك، فاطمئني على إيمانك وإسلامك، ولكن عليك أن تأخذي بالأسباب التي شرعها الله سبحانه وتعالى للتخلص من هذه الوساوس، وهذه الأسباب بينها النبي -صلى الله عليه وسلم-بقوله:" فليستعيذ بالله ولينته" وفي حديث آخر:" فليقل آمنت بالله".

فإذاً: إذا وردت عليك هذه الأفكار والوساوس فأولاً افزعي إلى الاستعاذة بالله، والاستعاذة معناها طلب الحماية من الله تعالى، فقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قولي آمنت بالله، فإن في هذه الكلمة إرغام للشيطان وإدخال الضيق والحزن عليه، وهي أعظم كلمة، وهي أثقل من كل ثقيل، إعلان الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فهو معنى كلمة لا إله إلا الله، فقولي آمنت بالله، ثم الوصية الثالثة: ولينته أي ينصرف عن التفكير والاسترسال مع هذه الوساوس، بأن يشغل نفسه بشيء آخر، من أمر نافع في دينه أو دنياه، فإذا فعلت ذلك فإنك ستجدين نفسك -بإذن الله- قد تخلصت من هذه الوساوس، وأراحك الله تعالى منها.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً