الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التعب في تربية الأطفال مبرر لعدم الإنجاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحب أن أعرض مشكلتي التي تؤرقني، وهي كيفية التعامل مع ابنتي الصغيرة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، هي والحمد لله بصحة جيدة أحمد الله حمدا كثيراً على هذا، ولكنها عنيدة جداً ودائمة الصراخ، وأنا في نفس الوقت حريصة جداً وحذرة عند التعامل معها، أفكر في أي رد فعل من ناحيتي، ولكن في بعض الأحيان أعجز تماماً عن التصرف معها عندما تخطىء، فمثلا مشكلة التبول، فهي إلى الآن تتبول في الحفاضة أثناء الليل، وفي الأيام الأخيرة أصبح ذلك أثناء النوم في النهار أيضا؛ فاستخدمت اللين ثم التوبيخ ثم الشدة والحرمان من الأشياء التي تحبها ثم اللين ثانية، ولا فائدة! فهل حالها ذلك طبيعي؟ وكيف يمكن لي أن أساعدها على التخلص من هذه العادة؟ وكيف يمكن لي أن أتخلص من الصراخ والاعتراض فهي تقول لي عندما أقول لها: لا على أي شيء: "أنت زهقتني يا ماما، كل شوي تقولين لا"؟.

أما المشكلة الثانية فهي في زوجي الذي لا يريد أن ننجب أطفالاً ثانية، هو يحب الأطفال والحمد لله، ويحب ابنتنا جداً، ولكن يواجه أبوها أيضاً معي هذه المتاعب، فهو أيضاً يفكر ألف مرة قبل أن يصدر أي رد فعل، ويعجز أمامها أحياناً، فنحن لا نريد أن نفعل شيئاً يؤثر على نفسية ابنتنا في المستقبل، ولكننا لجأنا إلى الضرب أكثر من مرة بسبب عندها، ولكنه ضرب عادي وبسيط.

ولكن سؤالي لحضراتكم: هل أوافق على عدم الإنجاب ثانية أم هذا حرام؛ لأنه لا يوجد مانع شرعي يمنعني؟ فعدم موافقة زوجي على الإنجاب نابع من الظروف المادية وأننا نريد تربية ابنتنا تربية جيدة، ونريد أن نكمل التزاماتنا، وأننا لا نقوى أنا وهو على التصدى لمشاكل الأطفال من دوشة وما إلى ذلك، فهل هذا يؤثر أيضاً على نفسية ابنتي أم أن الوحدة للبنت لا تؤثر كثيراً عليها؟

أنا في حيرة من أمري، هل أنا أم طبيعية أصلاً عندما أشعر أنني غير موفقة في تحمل مسئولية الأطفال؟ علماً بأن من حولي يشهدون لي بأني أم ممتازة وذات خبرة، لكني لا أشعر بذلك، وأشعر دائماً بالخوف على ابنتي.

أنا آسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لكم ابنتكم، وأن يهديها ويعينكم على تربيتها تربية صالحة، وأن يرزقكم إخواناً لها.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن كل مولود يولد وهو يحمل صفات وراثية من والديه، ومن هذه الموروثات الأخلاق والعادات وبعض السلوكيات، ونظراً لأن ابنتك لا تحتك بأحد غيركما ولا تنقل أي صفة من خارج المنزل فقطعاً هذه بعض السلوكيات الوراثية، التي يمكن تغييرها مع الأيام إن شاء الله؛ لأن الطفل لا يمكن أن يتصرف أي تصرف ما لم يشاهده ويراه يحدث أمامه من أي شخص كان.

وهناك احتمال أن تكون لديك أنت أو زوجك نوع من العصبية، التي قد تراها ابنتك وتتأثر بها وأنتم لا تشعرون، فإذا لم يمكن كذلك؛ فلا بد أن هناك ممن يحتك بها في المنزل أو خارجه من يفعل ذلك، فإذا لم يوجد فهي العوامل الوراثية كما ذكرت، فلا بد بداية من التأكد من ذلك خاصة المكان الذي تكون فيه أثناء بعدكم عنها، وللمساعدة في التعامل مع هذه الحالة أنصح بالآتي:-

1- عدم فعل أي تصرف يثيرها والاجتهاد في ذلك حتى ولو كان بينك وبين والدها.

2- التنبيه على من تقيم معهم أثناء بعدك عنها بعدم إثارتها قدر الاستطاعة.

3- استخدام وسائل تأديبية غير الضرب لأنها سوف تتعوده، والمفروض أنه آخر وسيلة تربوية وليس قبل ذلك، حاولوا حرمانها من بعض ألعابها، أو من تلبية بعض حاجاتها التي تحبها عندما تفعل هذه الأفعال.

4- لا تستخدمي عبارة لا تفعلي كذا حتى أحبك، فهذه عبارة خاطئة ومدمرة، وإنما أشعريها بأنكم دائماً تحبونها ولا تكرهونها مطلقاً.

5- توجد عدة كتيبات صغيرة ومتوسطة الحجم في التربية خاصة بمرحلتها، يمكنكم شراؤها والاستفادة منها، وهي تباع خاصة في مكتبة جرير أو غيرها من المكتبات الكبرى على أن تكون كتباً لمتخصصين في التربية.

وأما بالنسبة لعدم رغبة زوجك في الإنجاب، فهذا أيضاً من أسباب زيادة مشكلة ابنتكم لأن الوحدة تدفع لمثل هذا العناد والتصرفات غير المرغوبة، كما أنها تضطركم للتدليل الزائد لها، فوجود طفل أو أطفال آخرين معها سوف يؤثر عليها، وعلى سلوكها، كما أنه لا يجوز شرعاً عدم الإنجاب بحجة خوف الفقر أو الظروف المادية، وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، وأن كل مولود يولد ورزقه معه، فتوكلي على الله، وأنجبي للأمة أطفالاً صالحين ينفعونكم وأمتهم في الدنيا والآخرة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً