الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس والخوف وتوقعات قد تحدث

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، أعاني من الوسواس والخوف، وأكبر مخاوفي هي أنني أخاف من وقوع أشياء للمرة الثالثة فتحدث، مثلاً أفكر بأنه سيقع مكروه لشخص قريب مني في المرة الأولى والثانية تمر على خير فأقول في نفسي إن الثالثة حقاً ستحدث.

كذلك مع نفسي شخصياً، مرت بي الكثير من الحوادث لم تحدث في المرة الأولى والثانية ودائماً في الثالثة تحدث، فأصبحت أؤمن حقاً بأن هذا الكلام صحيح، وأصبحت أخاف من كل شىء، أقول إنه دائماً الثالثة هي الثابتة.

هل يمكن أن يكون هذا صحيحاً؟ وإن حقاً الثالثة ثابتة، أرجو الرد فقد كرهت نفسي كثيراً من هذه المخاوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، تقبل الله طاعتكم وصيامكم.

الذي لديك نسميه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، أنت لديك قلق افتراضي توقعي وعلى ضوئه تدخلين في دائرة الوسوسة والخوف، طبعاً الثالثة هي ثابتة هذا الكلام ليس صحيحا، كلام خاطئ تماماً وهو نوع من التفكير النمطي في الوسواس، فيا أيتها الفاضلة الكريمة هذا الفكر يجب أن تحقريه يجب أن لا تأخذي به أبداً، واستبدلي الأفكار الوسواسية بأفكار أكثر إيجابية.

أنت محتاجة لدواء؛ لأن الوساوس من هذا النوع تستجيب بصورة ممتازة جداً لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، فإن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي أرجو أن تقومين بذلك.

إن كان في ذلك صعوبة فيمكن أن تتناولي دواء يسمى سيرترالين وهو من الأدوية السليمة والفاعلة وغير الإدمانية ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، جرعة الدواء تبدئين بنصف حبة 25 مليجرام يومياً لمدة أسبوع ثم تجعليها حبة كاملة يومياً لمدة شهر، ثم تجعليها حبتين يومياً أي 100 مليجرام وهذه الجرعة وسطية ممتازة.

علماً بأن الجرعة الكلية 200 مليجرام في اليوم لكن لا أراك في حاجة إليها أبداً، استمري على جرعة 100 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك خفضيها إلى 50 مليجرام أي حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها 25 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين ثم 25 مليجرام يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين ثم توقفي عن تناول الدواء.

الفكر الوسواسي وفكر المخاوف من هذا النوع يستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة، ومن جانبك كما ذكرت لك حقري هذا الفكر، اشغلي نفسك بما هو مفيد، مارسي بعض التمارين الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، حيث أنها مفيدة، كما أن تمارين الاسترخاء ذات جدوى فائدة كبيرة جداً في مثل حالتك، إسلام ويب أعدّ استشارة رقمها (2136015) يمكنك الاستعانة بها للتدرب على تمارين الاسترخاء.

كما أنه توجد برامج كثيرة في اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، حسن إدارة الوقت أيضاً مهمة، لا تتركي مجالا للفراغ، أيضاً عبري عن ذاتك ولا تحتقني؛ لأن الكتمان كثيراً ما يؤدي إلى الاحتقان النفسي السلبي التي تزيد المخاوف والشكوك والقلق التوقعي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً