الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحقق التوازن بين حياتي الزوجية وبين عملي وبري بوالديّ؟

السؤال

أنا طبيب وأريد أن أحقق توازنا بين حياتي كزوج وأب وكطبيب، وببري بأبي وأمي وصلة أرحامي؛ لأني قبل الزواج بحكم عملي فوقتي مشغول جدا، وبعد الزواج صار مشغولا أكثر بطبيعة الحال، فما هي الخطة المناسبة الزمنية المقترحة منكم لي كي أحقق توازنا بين عملي وحياتي الخاصة الزوجية وحياتي الاجتماعية والدعوة إلى الله؟

وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Eslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أخي الكريم، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، وجوابي على ما تقدم:

- لاشك أن التوزان معناه أن نعطي كل شيء حقه من غير زيادة ولا نقص، وهو ينشأ عن معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه ومعرفة حدودها وغاياتها ومنافعها وهي الحكمة المنوه بها، وهي مطلوبة شرعا، وتجعل المسلم يحيا حياة سوية مستقرة، ومما ورد في السنة من أدلة التوزان، أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة - قبل فرض الحجاب -، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " صدق سلمان ". رواه البخاري.

- والحرص على التوازن، لابد أن يكون في حياتنا، ومما أنصحك به لتحقيقه:

* أعط وقتا لعملك كما هو في ساعات الدوام المطلوبة منك، فإذا رجعت إلى البيت لابد أن تجعله ما بين الراحة، والجلوس مع الأهل والأولاد ولو لساعة في اليوم، وفي عطلة نهاية الأسبوع تجعله ما بين زيارة الأرحام والعلاقات الاجتماعية والأصدقاء والجلوس مع الأهل.

* اجعل لك خطة للتوفيق بين كل واجباتك، ولا تجعل العمل يطغى على بقية الواجبات الأسرية والاجتماعية، فإن هذا سيؤدي إلى الندم بعد فترة زمنية، ستجد نفسك منهك من عملك، وستجد أهلك وأولادك بعيدين عنك لو أهملت الجلوس معهم.

* مسألة الدعوة إلى الله تعالى يمكن أن تقوم بها في أثناء عملك، فتنصح من يأتي إليك من المرضى بما تراه مناسبا في أمور الدين، ولاشك أن المرضى يتقبلون النصح من الطبيب أكثر من غيره، وإذا بقى معك وقت في إجازة نهاية الأسبوع فاقطع منه جزءاً في الدعوة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً