الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بينما أنا أصلي أحسست ببرودة في جسمي وضيق في النفس!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا يوسف، عمري ١٦ سنة، منذ أربعة أشهر كنت أصلي وفجأة أحسست ببرودة في جسمي، وضيق في النفس، وأحسست أنه الموت لدرجة أني أكملت الصلاة على الكرسي، وأجريت تحليل سكر، وضغط، وكانت النتائج سليمة، هذا الشعور يلازمني في أي وقت حتى وأنا في تجمع مع العائلة، وحتى وأنا مصاب بنزلة برد.

الشعور يأتيني ويزيد عليّ الآلام، وأصبحت أعيش في جحيم بسبب هذا الشعور، ولا أريد إخبار أهلي؛ لأني أعرف أنه حالة نفسية لا أكثر، وحاولت أتجاهل هذا الشعور، ولكن بدون أي نتيجة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذا الشعور المفاجئ الذي حدث لك في الصلاة أعتقد أنها عملية فسيولوجية، تغيُّر فسيولوجي نتج من اضطراب في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، وغالبًا يكون حصل نوع من الضغط الفسيولوجي، وهذا أمرٌ طبيعي، بالرغم من التجربة بالفعل هي مخيفة، لكن لا نعتبرها أبدًا خطيرة.

وقد يكون أيضًا لديك مخاوف، والمخاوف أيضًا تؤثّر على الجهاز اللاإرادي، وتعطي هذا الشعور ببرودة الجسم وكذلك ضيق التنفس؛ لأن التوترات النفسية الداخلية القلقية – على وجه الخصوص – تؤدّي إلى توترات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر، ولذا قد يظهر الأمر في شكل ضيق في التنفس.

ونوبات الخوف من هذا النوع تحدث لمن هم في سِنّك، وإن شاء الله تعالى تكون عابرة وتنتهي.

إذًا بعد أن فهمت التفسير أن العملية عملية فسيولوجية نفسيّة يجب ألَّا تنزعج أبدًا، ولا تركّز عليها، ولا تخافها، ولا تهابها أبدًا، إنما تتجاهلها تمامًا، وتعيش حياتك بصورة طبيعية، انخرط في تمارين رياضية بانتظام، أي نوع من الرياضة سيكون جيدًا بالنسبة لك، وأكثر من التواصل الاجتماعي مع أصدقائك، صلِّ مع الجماعة، هذا فيه خير كثير لك، وكن شخصًا نشطًا وسط زملائك، وكذلك في نطاق الأسرة، لا تكن أبدًا منزويًا، ولا ترهب المواقف الاجتماعية.

فإذًا المزيد من التواصل الإيجابي، المزيد من التفاعل الإيجابي، وممارسة الرياضة، وتجاهل هذه الحالة، وأيضًا تطبيق تمارين الاسترخاء التي دائمًا ننصح بها في مثل هذه الحالات العُصابية، فهذا يُفيدك كثيرًا، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح ممارسة هذه التمارين.

أرجو أن تهتمّ كذلك بغذائك، يجب أن يكون طعامك متوازنًا، يحتوي على كل المكونات كالبروتين وشيء من الدهنيات وشيء من السكريات، والفيتامينات طبعًا ضرورية جدًّا، واحرص أن تتجنب الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، وثبت وقت النوم، تجنب السهر ... هذه كلها إرشادات مهمّة جدًّا لتستقيم حياتك وتنتهي هذه النوبات الفسيولوجية النفسية البسيطة، ولا أراك في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً