الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من أعراض نفسية وجسدية ولا أعلم أي طبيب أزور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع الرائع وعلى تقبل استشارتي، هذه نسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتكم.
المشكلة بدأت معي منذ سنة 2016 في الجامعة، كنت طالبا مجتهدا وجادا، محبا لدراستي، في أحد الأيام شعرت بتنميل ووخز في جميع مناطق جسمي مصحوبا بحمى على مستوى اليدين والرجلين مما سبب لي أرقا وخوفا، فأنا أعاني من هذه الأعراض بصعوبة الدخول في النوم، فأحيانا أنام 4 ساعات وأستيقظ منهكا، ورغم ذلك وبفضل الله تعالى استوفيت مجزوءتي في العطلة، حيث كنت أقرأ القرآن، وركزت على الرياضة تحسنت حالتي شيئا ما -الحمد الله-.

في العام الموالي زرت طبيبا عاما، وبعد أن أجريت التحاليل التي كانت سليمة قال لي: لا تعاني من شيء، وأعطاني دواء استعملته ولم يجد نفعا، بعد ذلك عادت الأعراض، وأصبحت أحس بألم على مستوى المعدة، ركزت على صلواتي وقراءة سورة البقرة إلا أن تلك الأعراض تأتي أحيانا وتختفي.

أنا أشتغل الآن وقد حصلت على وظيفة، أصبحت أخشى الأرق لأنني تذوقت مرارته خصوصا حين أكون مقبلا على العمل صباحا، أو إن كان لدي موعد مهم، حيث أنام يومين نوما جيدا ثم اليومين التاليين نوما ناقصا، أستيقظ منهكا وغير مرتاح، وهكذا تتكرر الحكاية، ثم تأتيني وساوس ومخاوف وتفكير زائد، حيث لا أكف عن التفكير حين أستلقي على فراشي، صرت أخاف من المستقبل، متى سأحقق ذاتي، وصار لدي طنين في الأذن بالليل يأتي ويختفي، والشعور بالتنميل ينتقل على مستوى جسمي مصحوبا بنبض حين ينتقل إلى الرأس يسبب فيه ألما.

كل الأعراض تأتي وتختفي، بالإضافة إلى عدم التركيز في الأمور التي أنجزها، ولكن هذه الأعراض تختفي كليا حين أكون في العطلة حيث يبقى عندي تنميل خفيف فقط، زرت طبيبا عاما، وقمت بالتحاليل، كانت سليمة -ولله الحمد-، وأعطاني دواء تناولته، ولم تختف تلك الأعراض.

أنا حائر لا أعلم هل أزور طبيبا نفسيا، أم طبيب أعصاب؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

الذي يتضح لي أن أعراضك هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أنك تعاني أصلاً من درجة بسيطة إلى متوسطة من القلق النفسي، وبدأ هذا التوتر النفسي الداخلي يظهر في شكل أعراض جسدية مثل الشعور بالتنميل والوخز في جميع مناطق الجسم، وكل الأعراض التي تفضلتَ وتحدَّثتَ عنها، وقطعًا اضطراب النوم قد يكون القلق أيضًا سببًا فيه.

أنا أرى أن حالتك نفسيّة في المقام الأول، وإن شاء الله هذا ليست حالة خطيرة.

يمكن – أيها الفاضل الكريم – أن تذهب وتقابل طبيب أعصاب، وذلك حتى تطمئن فقط. قناعتي قوية جدًّا بأن الحالة حالة نفسية، وإن شاء الله سوف أقوم بدور الطبيب النفسي، فأنت لست محتاجًا لأن تذهب لطبيب نفسي.

أولاً: أنصحك بأن تنظم نومك من خلال تنظيم ساعتك البيولوجية، وهذا يتمّ من خلال تجنب النوم النهاري، والحرص على أذكار النوم وتثبيت وقت النوم ليلاً، ويا حبذا لو ذهبت إلى الفراش مبكّرًا. لا تتناول الميقظات كالشاي والقهوة بعد السعادة السادسة مساءً. يجب أن تمارس رياضة باستمرار، وأشغل نفسك بما هو مفيد، وأحسن إدارة وقتك، وتجنب الفراغ.

هذه هي النصائح العامّة، وبعد ذلك أنا أنصحك بتناول عقار ممتاز جدًّا يُسمّى (ترازيدون)، هو دواء في الأصل مضاد للاكتئاب، ولكنّه يُحسِّن النوم بصورة ممتازة، وهو غير إدماني. أنت تحتاج لهذا الدواء بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

يُضاف لهذا الدواء دواء يُعرف باسم (سلبرايد) هذا هو اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل). تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) صباحًا لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذه أدوية بسيطة، سليمة، وغير إدمانية، ومفيدة جدًّا لك.

أرجو – أخي الكريم – أن تُركّز على الرياضة على وجه الخصوص، أنا متأكد مثل أعراضك هذه لو مارست الرياضة بجدّية وانتظام سوف تتحسّن بصورة ملحوظة جدًّا.

وتوجد أيضًا تمارين تُسمَّى بتمارين الاسترخاء، منها تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها وإطلاقها، ومنها تمارين التنفّس المتدرّج (شهيق وزفير وحبس الهواء في الصدر)، مع شيء من التأمُّل في أثناء إجراء هذه التمارين، هذه سوف تعود عليك بخير كثير. إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، يمكنك أن ترجع لهذه الاستشارة وتطلع على الإرشادات الموضحة فيها، وتُطبّقها بقدر المستطاع. كما أنه توجد برامج ممتازة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وحتى اليوجا مفيدة جدًّا، لكن قطعًا نستثني وتجنب الجانب الديني فيها.

هذا ما أنصحك به – أخي الكريم – وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً