الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بنوبات غريبة أثناء النوم، فما تشخيصها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

في إحدى الليالي وأنا نائم استيقظت على إحساس غريب، تشنج شديد في الجسم، وعدم القدرة على الكلام والحركة لمدة دقيقة تقريبا ثم انقطع التنفس، وعندها عادت الحركة ولكن بحالة خوف؛ لأنني أختنق، وقمت وأنا أضع يدي على رقبتي، ولا أستطيع التنفس حتى فقدت الوعي دون أن يحس أحد بي.

استيقظت في الصباح وكنت متعبا ومرهقا، لم آخذ ما حصل بجدية، وفي اليوم الثاني تكررت الحالة أثناء النوم فقط، فذهبت لطبيب أعصاب حولني لدكتور نفسية، أعطاني أدوية زولسير وتريبتوفين، بقيت سنة لم تأتِ النوبة ثم عادت بشكل أقوى وأنا نائم.

ضربت رأسي في الحائط ولم أحس، ذهبت لطبيب أعصاب آخر لم يوصف لي دواء، قال يريد مقطع فيديو للنوبة، قلت له: إنني أتذكر كل شيء فلم يشخص حالتي.

ذهبت لدكتور آخر فقال لدي صرع، ووصف لي لارفيك كرونو حبة صباحا عيار ٣٠٠ ومساء ٥٠٠، مع دواء قبل النوم كلينوزبام ٢، أخذت الدواء، وبعد شهر أتت النوبة، والآن لا أعرف ماذا أتصرف؛ لأنني لم أعد أعرف ما هي مشكلتي، هل هي نفسية أم صرع؟ مع أن التحاليل والصور الطبقية والمحورية للدماغ كلها سليمة، وتخطيط الدماغ سليم.

والأهم أنني لا أستطيع النوم، قبل أن تحدث هذه النوبات إن دخلت للنوم أجد صعوبة في النوم، والآن أحس بالقلق أثناء دخولي للنوم، وفي النهار لا أستطيع النوم ليس خوفا لكنني لا أستطيع مع أنني أشعر بالنعاس، ولا أعلم السبب؟

الشكر لكم جميعا لهذا الموقع الرائع، أتمنى أن أجد الحل لديكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

هنالك عدة ظواهر تحدث في أثناء النوم لبعض الناس، وقد تكون متشابهة ومتداخلة، منها الهرع الليلي، ومنها ما نُسمِّيه بالشلل النومي، وطبعًا الكلام في أثناء النوم، والمشي في أثناء النوم، ونوبات الهرع التي قد تحدث في أثناء النوم، والصرع النومي، هذه كلها ظواهر معروفة ومتداخلة، والذي يظهر لي أن الأطباء الذين قابلتهم كانوا على نفس هذا الطيف من التفكير، أي: كانوا يعتقدون أنك ربما تكون مُصابا بإحدى هذه الحالات.

الحمد لله أنت أجريت الصور الدماغية وتخطيط المخ، وكلّها سليمة، وفي ذات الوقت لم تتحسَّن على (دباكين كرونو) وهو دواء فعّال جدًّا، وكذلك (كلونازبام)، هذه أدوية فعّالة جدًّا لعلاج الصرع، إذًا إصابتك بالصرع تنتفي إلى حدٍّ كبير، أقول لك إن هذا ليس صرعًا.

ربما يكون لديك هذا الهرع الليلي النومي الذي يؤدي إلى شيء من التشنجات والهرع والخوف في أثناء النوم أو في بدايات النوم أو عند الاستيقاظ مباشرة. وأنت استجبت لأدوية نفسية بصورة ممتازة لمدة عام كامل، وهذا يجعلنا حقيقة نؤيد النظرية النفسية في حالتك هذه.

الذي أراه هو أن تقابل طبيبا نفسيا مرة أخرى، وأنت محتاج بالفعل أن تستمر على أحد الأدوية الممتازة، مثل عقار (سبرالكس) أو عقار (زولفت) والذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين). هذه أدوية ممتازة لعلاج الهرع والتوترات والقلق، وفي ذات الوقت أنت محتاج أن تمارس تمارين رياضية، وتمارين استرخائية، وتتجنب النوم النهاري، وتثبت وقت النوم الليلي، وتحرص على أذكار النوم.

هذه هي المكونات التي أراها سوف تفيدك كثيرًا، وأنا أعتبر حالتك حالة هرع نومي، وليس أكثر من ذلك.

قطعًا المتابعة مع الطبيب سوف تكون مفيدة جدًّا لك.

تمارين الاسترخاء إمَّا أن يُدرِّبك عليها الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، أو يمكنك أن تلجأ إلى اليوتيوب، حيث توجد برامج ممتازة جدًّا توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

وبصفة عامة: تجاهل هذه الظاهرة بقدر المستطاع، أعرفُ أنك مشغول بها، لكن تجاهلها وحقرها بعد أن تتأكد أنها ليست صرعًا وليست مرضًا خطيرًا؛ لأن التجاهل في حد ذاته يؤدي أو ينتج عنه اختفاء مثل هذه الظواهر بدرجة كبيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً