الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بحشرة سوداء بين النوم واليقظة، فما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 15 سنة، أعاني من خوف شديد من الجن، وأخشى أن أكون مصابة بالمس أو الجن العاشق، فأنا منذ فترة أستيقظ واصرخ مفزوعة من وجود حشرة سوداء، وأكون في حالة ما بين النوم واليقظة، علما أني ملتزمة بالصلاة وقراءة القرآن والأذكار قبل أن أنام.

لقد تعبت نفسيا من الشك، فأرجو منكم الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:

- ليس للجن أي سلطان على الإنسان المتوكل على الله ولا يستطيع أن يضر به كما قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ)، وأنت بحمد لله ممن يعبد الله ومحافظة على أذكار اليوم والليلة، ولذلك فلا سلطان له عليك.

- يبدو أنك سمعت بعض القصص التي أفزعتك وجعلتك تفكرين بهذه المسألة كثيرا، فحدث عندك خوف شديد من الجن، والمشكلة الكبرى أن هذه الفكرة سيطرت على عقلك وتفكيرك، ولذلك فترين في منامك الأحلام المفزعة، فعليك أن تخرجي هذه الفكرة من عقلك وأن تكوني قوية مبتعدة عن الأفكار السلبية.

- عليك أن تخرجي هذه الأفكار الخاطئة وأن تستبدليها بالأفكار الإيجابية، وتكرري تلك الأفكار بأن الشيطان ليس له سلطان على الإنسان، وتكوني موقنة أن الأذكار حصن حصين من الشياطين كما ورد في الأحاديث النبوية.

- عليك بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة وخاصة أذكار النوم وأنت جالسة قبل أن تضعي رأسك على الوسادة.

- عليك كذلك أن ترقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من الآيات القرآنية والأذكار المأثورة، فإن الرقية تنفع مما نزل ومما لم ينزل.

- أكثري من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، فإن ذلك سيجلب لقلبك الطمأنينة كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

- الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يكفيك شر شياطين الإنس والجن، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً