الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الصلاة، فهل من حل لذلك؟

السؤال

السلام عليكم..

طول عمري مواظب على الصلاة، ولكن مرت فترة كلما نويت الصلاة انتابني وسواس في النية، كأن يقول أنت نويت صلاة الظهر ولكن هي صلاة ثانية، فأقطع الصلاة، وهذا سبب لي التعب والإرهاق، لأن هذا الوسواس لم يعد يقتصر على أول الصلاة والنية، وإنما حتى داخل الصلاة لدرجة أني أكون على وشك قطعها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول: اعلم أن النية محلها القلب ولا يتلفظ بها؛ لأن التلفظ بها باب من أبواب الوسوسة فإن كنت تتلفظ بها فإن أول علاج لما تعانيه من الوسوسة أن تترك التلفظ بها؛ لأن قيامك للوضوء نية ووقوفك للصلاة نية وذهابك للمسجد نية ولم يرد شيء في التلفظ بها.

علاج الوسواس سهل ويسير، بشرط أن تكون عازما وراغبا في الانتصار على الوسواس، وألا تتراجع عن العزم على ذلك، لأن مجرد التراجع يعد انتصارا للوسواس عليك.

أول خطوة هي احتقار الوسواس وعدم الإصغاء له أو التحاور معه وقطعه فور وروده، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإن أتاك وأنت في الصلاة فلا تطاوعه في إعادة النية أو في أي أمر يوسوس لك به، بل اعصه وخالفه واستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثم انفث على اليسار من دون ريق وأتم صلاتك.

احذر من أن يأتيك الوسواس بصورة أخرى وكن على يقين أنه لن يتركك ولكن عليك أن تسلك نفس الطريق الذي أرشدتك إليها سابقا من احتقاره وعدم الإصغاء أو التحاور معه، ولا تجعل الوسواس يستولي على عقلك بل اجتهد في إخراج أي فكرة تتعلق به، ولا تقرأ عن الوسواس وطريقة علاجه، ولا تحاور أحدا في هذا الموضوع، ولا تعد أي عمل أبدا سواء كان وضوءاً أو صلاة، وكلما حاول أن يأتيك الوسواس اصرفه.

أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، ففي ذلك حرز من الشيطان الرجيم ووساوسه، والزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل الله تعالى أن يصرف عنك الشيطان الرجيم ووساوسه، وأن ينصرك عليه، وأكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً