الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب فتاة ترغب في خلع الحجاب بعد الزواج، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أحب بنتا كان لها ماض مع شباب، وتخرج معهم وتفعل كل شيء، لكن من غير لمس (فقط السلام باليد)، الآن تعرفت عليها وأحببتها، وهي حكت لي كل شيء عن ماضيها، كل سر صغير وكبير، بحجة أنها تغيرت وتريد أن تكون زوجتي بالحلال، لكن يأتيني إحساس أنه لا ينفع أن نتزوج، وغير كذا تريد أن نسافر إلى الخارج، ولا تلبس الحجاب، وأن نكون في بلد أوربي، ونكون أشخاصا عاديين، ونلبس لبسا عاديا من غير حجاب!

بماذا تنصحني يا شيخ؟ أنا أحبها لكني لا أحب أن تكون زوجتي غير محجبة، خائف من الذنب، وكلمتها أن تتحجب، قالت: من الخطبة حتى نسافر إلى الخارج سأكون محجبة، وهناك تخلع الحجاب.

بماذا تنصحني يا أخي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kk888 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابننا الكريم – في استشارات إسلام ويب.

نصيحتُنا لك في اختيار المرأة التي تكون زوجة لك هي نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم لكل من يُريد الزواج، حين قال عليه الصلاة والسلام: ((تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)).

فأرشد عليه الصلاة والسلام إلى أن أهم الصفات التي تُختار من أجلها المرأة زوجة: أن تكون ذات دين، يعني ملتزمة بالفرائض الشرعية، متجنّبةً لكبائر الذنوب، لا تقع في معاصي الله تعالى الكبيرة، وهذا يتطلب أيضًا أن تكون أنت مُكافئًا لها في الدِّين، أن تكون أنت أيضًا ممَّن يجتنب كبائر الذنوب ويقوم بالفرائض.

فإذا كنت في وقت الاختيار للمرأة التي ستُصبح زوجةً لك؛ فنصيحتُنا لك أن تختار امرأة متديّنةً من أسرة طيبة، تكون صالحةً لأن تكون أُمًّا لأطفالك ومربّية لهم، فإن الأُمّ مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق.

وتذكّر أنت المنافع التي ستجنيها من وراء ذُرِّيتك –أبنائك وبناتك– وأن هذه المنافع تحتاج إلى تربيةٍ مستقيمة، تربية صحيحة، وهذا لا يفعله إلَّا أُمّ تملك القدرات على إنتاج هذا الإنسان، ففاقد الشيء لا يُعطيه.

ومن السهل عليك إن شاء الله تعالى نسيان هذه الفتاة إذا رأيت أنها لا تصلح ولا تفي بتلك المعايير، فإن من علاج الحب والعشق أن يُملأ القلب بعشق آخر، وأنت عندما تجد الفتاة الصالحة الطيبة التي تصلح زوجةً لك فإن قلبك سيُحبُّها ويتعلَّقُ بها، فاقطع علاقتك بهذه الفتاة أولاً، واعلم بأن هذا النوع من العلاقات بابٌ يحاول الشيطان فتحه أولاً لإيقاع الإنسان فيما لا تُحمد عاقبتُه، فلا يجوز إنشاء علاقات مع شابة بحجّة أنه سيتزوجها أو سيخطُبها.

والشرع الحكيم رخَّص في نظر الإنسان إلى المرأة التي يريد أن يخطبها نظرًا مقصوده الخِطبة، أي النظر الذي يدعوه ويُرغِّبُه في الزواج بها، فهو نظر بقصد الزواج، أمَّا ما عدا ذلك من العلاقات فهي ذرائع ووسائل يحاول الشيطان أن يفتحها أمام الشباب والشبّات حتى يُجرُّوا للوقوع فيما لا تُحمد عاقبتُه. فكن لبيبًا حازمًا، احرص على ما ينفعك، عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)).

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً