الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أخاف من كل شيء بعد الحجر الصحي، وأصبت بوسواس الموت!

السؤال

السلام عليكم.

منذ أن بدأ الحجر الصحي في البلاد وأنا أعاني نوع من الخوف والقلق والتوتر، حتى عادتي الشهرية تعطلت بثلاثة أشهر، أصبحت أخاف من كل شيء، أصبح عندي وسواس الموت، أقول مع نفسي ستموت اليوم، أهملت دراستي، أهملت نفسي، أصبحت دقات قلبي تزعجني، أحس وكأنه سيخرج من مكانه! وأشعر ببرودة في الأطراف أحيانا، أحس بأنني أفقد الوعي، استعنت بطبيب نفسي لكنه لم يصف لي دواء، أحس بأن حالتي كل يوم تتدهور! أفكر كثيرا في المستقبل وفي الماضي .. في كل شيء. هل يمكنكم تشخيص حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يصرف هذا الفيروس وهذه الجائحة، وأن يُخرجنا جميعًا منها سالمين.

طبعًا الوضع الموجود في العالَم الآن مؤثّر ولا شك في ذلك، وهذه تجربة جديدة، والكوارث الكونية على هذا السياق من المفترض أن تتوائم الناس معها، لأنها أمرٌ عام، ليس أمرًا فيه شخصنة، يعني لم يُصب بها إنسان واحد، هذا الفيروس أصاب المجتمعات جميعها، ويجب أن نشعر بشيء ممَّا نُسمِّيه (الشعور بالعالمية) يعني أنا لست وحدي في هذه المشكلة، وهذا من الناحية النفسية يجب أن يبعث شيئًا من الطمأنينة، لكن الناس تتفاوت – أيتها الفاضلة الكريمة – في درجة تحمُّلها وتكيُّفها وتواؤمها مع مثل هذه الظروف، وأنت يظهر أنه ربما يكون لديك شيء من القابلية والاستعداد أصلاً للقلق وللتوتر.

أقول لك: توكلي على الله، الأمر سوف ينقشع بحول الله تعالى، اتخذي التحوطات اللازمة، وعليك بالدعاء، وعليك أن تعيشي حياة فعّالة، مهما كان الحجر الصحي؛ يجب أن تمارسي رياضة حتى ولو في داخل المنزل، يجب أن ترفهي على نفسك بأي شيء طيب وجميل، يجب أن تطبقي تمارين استرخائية، وتوجد وسائل كثيرة جدًّا لممارسة هذه التمارين الاسترخائية، ويمكن أن تستعيني باليوتيوب، حيث إنه توجد برامج عديدة جدًّا لتطبيق هذه التمارين، خاصة تمارين التنفُّس المتدرج (الشهيق والزفير)، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، تمارين مفيدة جدًّا.

أن تقوموا بإنشاء حلقة قرآن داخل البيت، إن لم تكن أصلاً موجودة مع أعضاء الأسرة، وجدنا أن حلقات القرآن في مثل هذا الوقت حقيقة فيها إن شاء الله بعث للطمأنينة بين الناس، فاحرصي على هذا الموضوع.

هذا كل ما تحتاجينه، وانتقلي بفكر جديد، فكر إيجابي، حقّري فكرة الخوف، ومجرد الحرص على أذكار الصباح والمساء أعتقد أنها واقية جدًّا وتعطي الإنسان شعورًا كبيرًا بالثقة فيه والعافية إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للأدوية: حقيقة نحن لا ننصح بها إلَّا في الحالات الشديدة، لكن الإنسان إذا لم يتحمّل يمكن أن يتناول دواء يُسمَّى (ألبرازولام) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (زاناكس)، بجرعة ربع مليجرام صباحًا ومساءً لمدة خمسة أيام، ثم بجرعة ربع مليجرام ليلاً لمدة عشرة أيام، دواء مفيد جدًّا لإزالة القلق والتوتر والمخاوف، والحالات الأشد نُعطي أيضًا عقار يُسمَّى (سبرالكس/استالوبرام) وهذا يستمر عليه الإنسان لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، لكن أعتقد أن حالتك إن شاء الله طيبة، بسيطة، فقط عليك أن تتبعي التوجيهات التي ذكرتها لك، وإن تطلب الأمر يمكن أن تستشيري طبيبك حول تناول أحد هذه الأدوية.

ختامًا: تشخيص حالتك هو عدم قدرة على التكيف، وهذا أمرٌ عرضي وآني، وسوف يذهب إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً