الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التثاؤب عند قراءة سورة يس، ماذا يعني؟

السؤال

السلام عليكم

بعد ولادة ابنتي بأيام وأثناء انتشار مرض كورنا وتعب والدتي بحساسية صدرها، قررت قراءة سورة يس من أجل رفع البلاء عني وعن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأول ما بدأت القراءة أحسست بدموع تنزل من عيني وتثاؤب وذلك مع سورة يس فقط، فما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميدو حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله يتولاكم أنت ومن تحب بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

- لقد أحسنت في قراءتك للقرآن حتى يصرف عنك وعمن تحب الوباء الذي نزل في الأرض، ونوصيك بالاستمرار، ومن وسائل دفع البلاء المحافظة على الصلاة، والذكر والاستغفار، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء حتى نحفظ من الوباء، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ) رواه أبو داود، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ، قَالَ: (أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ) رواه مسلم.

وقال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي) رواه أبو داود، ومن ذلك أيضا الدعاء بالأدعية في صرف البلاء، فنكثر من هذين الدعائين، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَال: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ) رواه مسلم، وعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ) رواه أبو داود غيره.

- ومما أنصحك به أن لا تخصص سورة معينة من القرآن بقصد رفع البلاء، فلا يوجد دليل على تخصيص سورة يس، والأولى من هذا أن تُقرأ سورة البقرة "فإن أخذها بركة ولا تستطيعها البطلة -السحرة-" كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم.

- وأما حصول التثاؤب عند قراءة القرآن والشعور بالبكاء، فهذا إن تكرر معك مرة أخرى، وخاصة عند قراءة المعوذات أو آية الكرسي، فهناك احتمال على أنك مصاب بمرض العين أو الحسد؛ لأن كثرة التثاؤب مع الرغبة في البكاء وليس البكاء خشية من الله، فهذه علامة على وجود مرض العين، ومع تكرار هذا الأمر معك، فينبغي عليك المداومة على قراءة الرقية الشرعية من قرآءة سورة الفاتحة، وآية الكرسي والمعوذات وآيات الحسد الواردة في القرآن.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً