الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أخرج من المستنقع الذي أنا فيه وأكون شخصا ناجحا؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 29 سنة، مشكلتي أني أخشى أن أكون مريضا بانفصام الشخصية، ابتليت بالعادة السيئة ومشاهدة الأفلام الإباحية رغم كرهي لها، وكأن عقلي مغيب، ولكني أحب الله كثيرا، وأقيم الليل، وأقرأ القرآن.

كم كنت أتمنى أن أكون شخصا ناجحا، قياديا، واثقا بنفسي، أعرف هدفي في الحياة، كلما سمعت عن شخص أنه نجح وحقق ذاته أحزن على نفسي، أنا لا أريد أن أحسد أحدا، فأنا أتمنى الخير للجميع، حاليا أنا أخضع للتدريب في إحدى الشركات، ولكن نفسيا أشعر بأني غير مؤهل، فأنا أفتقر للثقة بنفسي، كما أني متألم لمرض أمي الشديد، وأتمنى لها الشفاء.

كيف أخرج مما أنا فيه وأكون شخصا صالحا، ناجحا؟ ساعيا في الخير، داعيا لله، وحافظا لكتابه؟ فأنا أحب الخير للجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك ابننا الفاضل في موقعك، نسأل الله أن يرحم والدك وأموات المسلمين، وأن يُسعدك بأن تعود العافية والسلامة للوالدة، وأن يمتعك بها وبصحتها، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

نشكر لك هذا الطموح العالي، وهذه الرغبة في الخير، الرغبة في أن تكون قياديًّا، في أن تكون سببًا في هداية الناس، في أن تنجح في هذه الحياة. وأيضًا نحيّي حرصك على الصلاة والذكر، وأسعدنا جدًّا حرصك على تدبّر القرآن وقُربك من الله تبارك وتعالى.

أنت صاحب أهداف كبيرة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكون لك شأن، وأن نراك من الموفقين الناجحين في حياتهم.

ولكنّا نريد أن ندعوك إلى الآتي:

أولاً: كثرة الدعاء لنفسك.
ثانيًا: لابد من تحديد أهداف واضحة وكتابة هذه الأهداف، ثم لابد من برمجة هذه الأهداف، يعني: هذه النقاط: ماذا تريد أولاً، ماذا تريد ثانيًا.
ثالثًا: لابد أن تثق في نفسك، لا تحتقر ما عندك من قدرات ولا تعظم قدرات الآخرين، واعلم أن المواهب وزّعها الله بين عباده، فكلُّ إنسان له ميزات وله جوانب، والنجاح يبدأ من اكتشافنا لأنفسنا، ومن اكتشافنا للجوانب التي ميَّزنا الله تبارك وتعالى بها، ثم بعد ذلك يبدأ الإنسان ويُركز على هذه الأمور.

نحن سعداء جدًّا لسلامة صدرك أيضًا، فأنت تحزن إذا نجح الناس لكنّك لا تكره ما عندهم من نجاح، عند ذلك ينبغي أن تتمنَّى لهم الخير، وتسأل الله الذي وفقهم أن يوفقك. استمر في مسألة التحسين لنفسك، والمواظبة على الأذكار، ونكرر دعوتنا لك إلى أن تضع خطة مُحددة، وندعوك إلى أن تتشاور فيها مع بعض المعلِّمين والذين يعرفون ما عندك من قدرات، وأيضًا عندما تذهب إلى الشركات استفيد من خبرة الكبار في السن، واستمع إلى نصائحهم، وتوكل على الله تبارك وتعالى واستعن به، وحاول أن تنظم جدول حياتك، وتبرمج حياتك، وأرجو أن يكون ذلك التخطيط ابتداءً بالمحافظة على الصلوات.

أمَّا ما حصل من الذنوب فيكفي فيه التوبة، وكلَّما ذكّرك الشيطان ما حصل منك من أخطاء ومشاهدات ودخول إلى مواقع سيئة، فعاند عدوّنا بتجديد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن التوبة تجُبُّ ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإذا ذكّرك الشيطان بما كان من النقص والتقصير، إذا ذكّرك الشيطان بما حصل منك من نقص وتقصير فتذكّر مغفرة الغفور سبحانه وتعالى، وجدّد التوبة والرجوع إلى الله.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً