الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي أشبه بكابوس من شدة ما أعانيه من وساوس.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وسواس مزعج جدا لدرجة البكاء، والشعور أن حياتي عبارة فقط عن الوسواس.

كنت شابا رياضيا مجتهدا بعيدا كل البعد عن هذه الأفكار، إلى أن جاء يوم ذهبت فيه لرحلة سفر، وتعبت، وانتابني شعور بأنه يجب أن أرجع لأرى أولادي، وبعد ذلك أصبحت نوبات البكاء تنتابني بدون سبب، وقد وصف لي الطبيب دواء (سيتالوبرام)، لم يساعدني، بل سبب لي اضطراب الأنية وكأنني في حلم، ثم أوقفت الدواء فشعرت بأني سأصاب بالجنون.

الآن تطورت عندي الحالة لدرجة أني أصبحت أخاف خوفا رهيبا من حالتي، وعدم إدراكي للواقعية، وأخشى على أولادي من الأذى، أصبحت لا أجد طعما للحياة وأتمنى الموت، وأوقفت كل الأدوية، فهل سأعيش حياتي كلها مع هذا المرض؟

ولقد قال لي الدكتور أنه يلزمني 4 أسابيع حتى يخرج الدواء من جسمي، ولكنني لا أثق بالدكتور، كما أنهم في ألمانيا يصفون فقط السيتالوبرام وُاميتربتلين في الليل، وقد جربتهم مع جميع الجرعات ولم أستفد شيئا، أرجو المساعدة فأنا أرى كل شيء كابوسا مميتا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعاني في المقام الأول من أعراض خوف وقلق وتوتر واضح، وإن كان هناك بعض الأعراض الوسواسية، لكنّها مخاوف وسواسية أكثر من أنها وسواس قهري اضطراري، فمشكلتك الرئيسية هي الخوف والقلق والتوتر، الخوف من أن تُؤذي أولادك أو يحصل لهم شيئًا، كل هذا من أعراض الخوف والتوتر.

الاستالوابرام - على أي حال – فعّال في علاج الخوف، وكذلك الإيمتربتالين، ولكن طبعًا بعض الناس يختلفون، ليس كل الناس يتحسّنون من دواء واحد، وأحيانًا قد يحتاج الإنسان لأخذ دواء آخر، وهناك أدوية أخرى فعّالة ضد القلق والتوتر من فصيلة الـ SSRISK، مثل الزيروكسات (باروكستين)، ومثل الـ (فلافاكسين) من فصيلة الـ SNRIS، هذه الأدوية أيضًا فعّالة إذا كان يمكن الحصول عليها، وإلَّا فهناك أشياء نفسية سلوكية يمكن فعلها، مثل الرياضة، الرياضة بانتظام تؤدي إلى الاسترخاء النفسي، وأيضًا هناك تمارين للاسترخاء مثل تمارين العضلات (شد وقبض العضلات ثم إطلاقها واسترخائها)، وتمارين التنفّس (الشهيق والزفير)، بأخذ نفس عميق وإخراجه خمس مرات متتالية، وأن تفعل هذا عدة مرات في اليوم، فهذا أيضًا يؤدي إلى الاسترخاء.

أرى أن هذا قد يُساعدك كثيرًا، وطبعًا إذا حاولت أن يكون لك روتينا مكررا يوميًا تفعله في المنزل، وأنا لا أدري ما هي حياتك الآن في بلد الغربة، لكن على العموم: لا يخلو يوم إلا وفيه روتين يومي يفعله الإنسان كل يوم بانتظام (مثل المحافظة على الصلوات في وقتها، والحرص على قراءة القرآن يوميًا، والحرص على الأذكار والدعاء، وترتيب البيت، وتنظيف الملابس وطبخ الطعام، وغير ذلك من أمور)، وأن يكون لك تواصل مع أصدقاءك، حتى ولو عن طريق الواتساب أو الفيسبوك، فأيضًا هذا يُساعدك كثيرًا في الاسترخاء ومحاولة التخفيف من أعراض القلق والتوتر الذي تعاني منه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً