الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفل يعاني من عدة مشاكل، أرجو مساعدته.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخوتي القائمين على هذا الصرح الأكثر من رائع، جزاكم الله خيرا على كل المجهودات التي تقدمونها.

لدي استشارة تخص طفل عمره عشر سنوات:

- جسمه ووزنه كأنه طفل بعمر خمس أو ست سنوات، ربما نستطيع عد فقرات عظامه.

- لا يأكل الأكل الطبيعي والمغدي للجسم إلا نادرا.

- يحب فقط الحلويات أحيانا، والشيبس كثيرا، والمشروبات الغازية.

- فيما يخص الماء لا يحبه ولا يتلذذ به.

- يصبر على الجوع كثيرا حتى يأكل الذي يحبه فقط لا غير.

- يفقد الشهية كثيرا.

- يسهر في الليل كثيرا.

- كل أوقاته يقضيها في الألعاب والأجهزة الإلكترونية.

- لا يسمع الكلام، وأثناء نصحه يصرخ ولا يقبل النصح.

- عنيد كثيرا.

- عندما يتحدث معه أحد لا يقف بشكل هادئ، ودائما يتحرك.

- خجول جدا.

أمه تحبه كثيرا وتحاول جاهدة أن توفر له كل شيء يطلبه لأنه الوحيد بعد وفاة أبيه.

توفي أبوه منذ كان رضيعا، أمه هي من تربيه الآن في بلد أجنبي، وهو وحيدها.

هل من حلول أو دواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فيما يلي مجموعة من الإجراءات العملية التي يُفترض البدء بها بأسرع وقت ممكن:

1- يُفضل عرض الطفل على طبيب "اختصاصي في طب الأطفال" للتأكد من أن مؤشرات النمو عند الطفل تسير ضمن تسلسل النمو الطبيعي لطفل عمره عشر سنوات، والشرح للطبيب بالتفصيل عن طبيعة أكل الطفل.

2- على الأم إعادة تنظيم وقت نوم الطفل، بحيث يأخذ كفايته من النوّم، ويكف عن السهر.

3- اختيار وجبات تحتوي على العناصر الغذائية الصحيّة المعروفة، والتخفيف تدريجياً من المشروبات الغازية والشوكولاتة.

4- الأجهزة الالكترونية: التقليل من عدد ساعات جلوس الطفل على الألعاب الإلكترونية بالتدريج، وهذا يتم من خلال تحديد عدد الساعات، وتحديد وقت بدء اللعب ووقت انتهاؤه، وألا يكون الوقت مفتوحاً له للعب، مثلاً: إذا كان متوسط عدد ساعات اللعب في اليوم الواحد هو 5 ساعات تقريباً، ففي المرحلة الأولى: تحدد له الأم ساعة البدء وساعة الانتهاء، وفي البداية التقليل من عدد الساعات دون أن يُقال له: "لك 3 ساعات للعب فقط" بل يُقال له ستبدأ على العاشرة صباحاً وتنتهي الساعة الثانية عشر، وسترتاح ساعتين للغداء ثم يتبقى لك ساعة واحد فقط، والاستمرار على ذلك ليومين أو ثلاثة، ثم الانتقال للمرحلة الثانية.

أن تجعل الفترة الأولى ساعة يعقبها (استراحة لا تقل عن ساعة)، ومن ثم تسمح له باللعب ساعة أخرى، وتستمر معه بهذه الطريقة لثلاثة أيام أيضاً، ثم تنتقل للمرحلة الثالثة وتقول له لك ساعة ونصف باليوم، متى تريد أن تبدأها؟ أنت حددها، تدعه هو الذي يحدد ساعات لعبه على ألا تكون في وقت متأخر ليلاً.

5- مشكلات العناد، والخجل، وعدم طاعة الأوامر: جميعها سلوكيات تظهر نتيجة "الدلال الزائد" الذي تتبعه الأم في تربية الطفل، لذا عليها أن تمنح الطفل الأشياء التي يُحبها ولكن بعد قيامه بالسلوكيات المقبولة، وأن يتم سحب الأشياء التي يُحبها بالتدريج لكي يشعر أن سلوكه الخاطئ سوف يكلفه شيئا ما، ويحاوِّل في المرات القادمة عدم تكرار هذه السلوكيات، وبخلاف ذلك سينشأ فرداً اتكالياً لا يُحسن التصرف مقارنة بالأفراد الذين يجارونه بنفس الفئة العمرية.

6- العمل على إشراك الطفل في نشاطات اجتماعية مع أطفال يجارونه بنفس الفئة العمرية، مثل: أنشطة رياضية، سباحة،ركوب خيل، على أن ترافقه الأم في البداية بهدف تشجيعه، ومن ثم تنسحب بشكل تدريجي ليبدأ الطفل مرحلة الاعتماد على النفس ومواجهة مجتمعه بنفسه، وبذلك يتعرض للمواقف الحياتية الطبيعية التي يتعرض لها الأطفال العاديون.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب الهام الايوبي

    شكرا لك على النصيحة

  • فلسطين المحتلة ايمان

    مقال اكثر من رائع مفيد وملهم شكرا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً