الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار على الأدوية هل له أضرار جسدية؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على الموقع.

كنت قد ارسلت استشارات سابقة تصف الحالة النفسية وتاريخ الأدوية، وكنت أتناول سيروكسات وليكسوتانيل للقلق والوساوس، وانتهت في ثلاث سنوات -بفضل الله- في 2012، ثم بدأت في 2014 بعلاج الرهاب الاجتماعي والقلق، وأتناول لوسترال واميبريد وانتهى الرهاب والقلق، ثم بعد أربع سنوات من تناول الدواء والتوقف التدريجي حتى وصل إلى حبة أسبوعيا، عاد الرهاب ببطء وبعض القلق والاكتئاب، وأصبحت أعالج الأمر برفع الجرعة، ثم أعيد خفضها مرة أخرى.

الآن أتناول لوسترال واميبريد عند الحاجة بمعدل حبة أسبوعيا، ورفع جرعة اللوسترال عند المناسبات أو الشعور بقلق، ورفع اميبريد عند تعكر المزاج أو المشاعر الحزينة.

هل هذا المنوال متزن وليس له أضرار؟ خصوصا أنني أحاول تخفيف اللوسترال خصوصا أنني لا أقذف بالإيلاج الطبيعي، وأنا متأكد أن ذلك من فترة تناول الدواء، لذلك أحاول أن أخفف منه لأنه يصيبني بضعف الرغبة، وتأخر أكثر في القذف.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الانصاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.
لك استشارات سابقة أجاب عليها الأخ الدكتور عبدالعزيز في أحدها، القلق والخوف والرهاب بجميع أنواعه والوساوس متداخله جداً، ومكون القلق يكون هو المكون الرئيسي الرابط بين هذه الأعراض، ذكرت هذه المعلومة لأنني لا أريدك أن تعتقد أنك تعاني من تشخيصات متعددة، أنت تعاني من تشخيص واحد يمكن أن نسميه قلق المخاوف الوسواسي.

الاعتماد فقط على العلاج الدوائي ليس أمراً جيداً؛ لأنه بالفعل وكما تفضلت الإنسان قد يتحسن جداً بتناول الدواء، لكن بعد أن يحدث التوقف من الدواء تبدأ الهفوات والانتكاسات، لذا تغيير نمط الحياة وجعله نمطاً إيجابياً هي أحد وسائل الوقاية الممتازة جداً؛ لأن يتجنب الإنسان الانتكاسات المرضية، ونعني بنمط الحياة الإيجابي أن يكون الإنسان فعالاً، ومديراً لوقته بصورة جيدة، وأن تكون له أهداف واضحة في الحياة، وأن يحسن الإنسان التواصل الاجتماعي، ويقوم بالواجبات الاجتماعية، ممارسة الرياضة الجماعية نعتبره أيضاً أمراً مهماً فيما يتعلق بتغيير نمط الحياة وجعله إيجابياً، العبادات، الصلاة في وقتها مع الجماعة، الورد القرآني اليومي، أذكار الصباح والمساء، أذكار النوم، اذكار الاستيقاظ، أذكار المناسبات هذه يا أخي كلها دعائم نفسية مهمة وضرورية جداً، فأنا أريدك أن تركز عليها لأنها حقيقة وقاية من الانتكاسات، أكثر مما يفعل الدواء.

بالنسبة للعلاج الدوائي أخي لا بد أن يكون هنالك انضباطاً في تناول الدواء، وانتظاماً، أن يتناول الإنسان الدواء عند اللزوم أو يزيد مرات ثم يخفض مرات أخرى، قد يؤدي حقيقة إلى خلل كبير في استجابة الدواء، خاصة دواء مثل اللسترال هذا دواء يعتمد على البناء الكيمائي الدماغي ونعرف أن البناء الكيمائي يجب أن يكون خطوة خطوة مثل الذي يبني منزلاً مثلاً يجب أن تكون الطابوقه على الطابوقة، والطوبة على الطوبة، إلى أن يصل الإنسان إلى نهاية البنيان، فيا أخي الكريم الانتظام في الدواء مهم، وتحدد مدة الدواء، والتدرج في الجرعة بناءها أولاً ثم الوصول إلى الجرعة العلاجية ثم إلى جرعة الوقاية، ثم التخفيض التدرجي ثم التوقف عن الدواء.

أنا أريد حقيقة أن أقترح لك عقار فافرين فلوفكسمين، السترال دواء ممتاز لكن أراك حقيقة تعاني من موضوع القذف منذ زواجك، وشاور طبيبك لسترال ممتاز جداً، لكن الفافرين سيكون أنسب بالنسبة لك، والتغيير أو الانتقال من لسترال إلى الفافرين سهل جداً، أجعل الجرعة الآن من لسترال نصف حبة مثلاً إذا كنت تتناول حبة، ثم ابدأ في تناول الفافرين بجرعة 50 مليجراما، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، بعد ذلك توقف تماماً من لسترال وارفع جرعة الفافرين إلى 100 مليجرام استمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعلها 200 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة 6 أشهر ثم اجعلها 50 مليجراما يومياً لمدة شهر ثم 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً